209

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

محقق

محمد علي شوابكة

الناشر

دار عمار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

مؤسسة الرسالة

يعرف، وتصدى إلى الدين بالافتراء، ولم يراقب الله في ذلك الاجتراء، واشتهرت عنه أقوال سدَّدَ إلى المِلَّة نِصالها، وأيّد بها ضُلاَّلَها، فَعظُمت به المِحنة وتكيّفت له في كلّ نفس إحنة، وما زال يتدرّج فيها وينتقل، حتى عثر وما كاد يستقل فمرّ لا يلوي على تلك النَّواحي، وفرّ لا ينثني إلى اللّوائم واللَّواحي، وما زال يركب الأهواء ويخوضها، ويذلّل النّفوس بها ويروضها، حتى أسمحت بعض الإسماح، وكفَّت عن ذلك الجِماح، فاستقرّ عند ابن مالك فآواه، ومهّد له مثواه، وجعله في جملة من اختصّ من المبطلين، واستخلص من المعطلين، فكثيرًا ما يصطفيهم ولا يدري أيَّدخِرهم أم يَقتنيهم، وقد أثبتّ لأبي الحسن هذا:
سَلِ الرّكْبَ عَنْ نَجْدٍ فإنَّ تَحيَّةً ... لساكن نجد قد تَحمَّهَا الرّكْبُ

1 / 359