134

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

محقق

محمد علي شوابكة

الناشر

دار عمار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

مؤسسة الرسالة

الفقيه أبو عبد الله محمّد بن عبد السَّلام الخُشَنيّ
كان فصيح اللسان، جزيل البيان، وكان أنُوفًا مُنقبضًا عن السُّلطان لم يتشبث بدُنيا، ولم يُنكث له مُبرم عَليا، دعاه الأمير محمد إلى القضاء فلم يُجب، ولم يُظهِر رَجاءَه المُحتجِب، وقال: أبيتُ عن أمانة هذه الديانة، كما أبت السَّموات والأرض عن حمل الأمانة، إباية إشفاق، لا إباية عصيان ونفاق، وكان الأمير قد أمر الوزراء بإجباره، أو حمل السيف إن تمادى على تأبيه وإصراره ن فلمّا بلغه قوله هذا أعفاه، وكان الغالب عليه علم النّسب، واللغة والأدب ورواية الحديث، وكان مأمونًا ثقة، وكانت القلوب على محبّته متّفقة وله رحلة دخل فيها العراق، ثم عاد إلى هذه الآفاق، وعندما اطمأنّت داره،

1 / 283