مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
تصانيف
[رفقه بالحيوان]
وعن إبراهيم بن علي عن أبيه قال: حججت مع علي بن الحسين فتلكأت ناقته فأشار إليها بالقضيب ثم رد يده وقال: آه من القصاص. وتلكأت مرة أخرى بين (جبال رضوى) فأناخها وأراها القضيب وقال: لتنطلقين أو لأفعلن ثم ركبها فانطلقت ولم تتلكأ بعدها.
وجلس إلى سعيد بن المسيب فتى من قريش، فطلع علي بن الحسين [عليه السلام].
وكان الزهري يقول: (لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين).
قال أبو حمزة الثمالي: أتيت باب علي بن الحسين [عليه السلام] فكرهت أن أنادي فقعدت على الباب إلى أن خرج فسلمت عليه[20أ] ودعوت له فرد علي ثم انتهى إلى الحائط وقال: يا أبا حمزة ألا ترى إلى هذا الحائط؟
قلت: بلى ياسيدي.
قال: فإني متكئ عليه وأنا حزين مفكر، إذ دخل علي رجل حسن الثياب طيب الرائحة، فنظر في تجاه وجهي ثم قال: (يا علي مالي أراك حزينا على الدنيا؟ فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر)؟
فقلت: ما عليها حزن وإنه كما تقول.
فقال: على الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر؟
فقلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول.
قال: فعلام حزنك ؟
قلت: ما تخوف من فتنة ابن الزبير.
قال: فضحك ثم قال: يا علي، هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟
قلت: لا.
قال: هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟
صفحة ١٢١