مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
تصانيف
[(18) الإمام زيد بن علي بن الحسين (ع)]
( 75 - 122 ه / 694 - 740 م)
وأما الإمام الولي زيد بن علي بن الحسين عليه السلام
فكان جامعا لخصال الإمامة من العلم والورع والفضل والسخاء والشجاعة والقوة على تدبير الأمر.
وكان عليه السلام يشبه بأمير المؤمنين صلوات الله عليه في أحواله وزهده وعلمه وإعراضه عن الدنيا وزهرتها وكان يعرف في المدينة بحليف القرآن.
قال خالد بن صفوان: (انتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي).
وروى محمد بن سالم قال: قال جعفر بن محمد: (يا محمد هل شهدت عمي زيدا؟
قلت: نعم .
قال : فهل رأيت مثله ؟
قلت: لا .
قال: والله ما أظنك ترى مثله حتى تقوم الساعة كان والله سيدنا، كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله، والله ما ترك فينا للدين والدنيا مثله). ولم يكن جعفر بن محمد وحده مقرا بفضله، بل كان جميع العترة يقدمونه على أنفسهم ويقولون بفضله وكذلك أفاضل عصره.
وعن الإمام محمد بن عبد الله -النفس الزكية - قال: فتح لنا والله زيد بن علي باب الجنة وقال: ادخلوها بسلام؛ فهو أول السابقين من أئمة العترة بعد أمير المؤمنين والحسن والحسين ولو تمكن عليه السلام من أمر أمة محمد صلوات الله عليه وآله لرأيت من قيامه بالدين وقمعه لباطل المفسدين ورفعه لمآثم المجرمين وسيرته بسيرة النبي الأمين وأخيه الأنزع البطين ما تعلم به حسن السيرة وطيب السريرة ولكنه عليه السلام فاز بالشهادة وأوتي [32أ] الحسنى وزيادة بعد أن بلغ في إحياء الدين جهده، وفتح باب الجهاد الذي خص الله به الأئمة الهادين بعده.
صفحة ١٦٣