مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
تصانيف
وأورد صاحب (تاريخ نيسابور): أن الرضا لما دخل (نيسابور) في السفرة التي استشهد فيها كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء، فعرض له الإمامان الحافظان، أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي وخلائق من طلبة العلم فقالا: "أيها السيد الجليل أرنا وجهك الميمون وارو لنا حديثا عن آبائك عن جدك محمد صلوات الله عليه وآله نذكرك به، فأمر غلمانه بكشف المظلة، وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه، والناس قيام على طبقاتهم ينظرون إليه وهم بين باك وصارخ ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلى الضجيج فصاح الأئمة والفقهاء والعلماء: معاشر الناس استمعوا وأنصتوا، وكان المستملي أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي.
قال علي بن موسى الرضا: حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((حدثني جبريل [عليه السلام] قال: سمعت رب العزة سبحانه يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي)) ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: اتصل هذا الحديث ببعض أمراء (السامانية) فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره، فرئي في النوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي بتلفظي ب (لا إله إلا الله وتصديقي بأن محمدا رسول الله).
صفحة ١٣٥