201

المحروسة /123/ وكان إمام الحديث، رحل إليه العامة والخاصة وهو الذي حكى عنه في (الغيث) ما حكاه من الصبر على كلفة الركوع، وله إلى الإمام يحيى بن حمزة - عليه السلام - سؤالات أجاب عنها الإمام - عليه السلام - وقرأ عليه الإمام صلاح الدين محمد بن علي بن محمد كتاب (البخاري) في المنصورة بصعدة، وحضر تلك القراءة أجلاء الوقت، وكانت للإمام - عليه السلام - في تلك القراءة العناية الكاملة، قال الأوزري - رحمه الله -: ما قرأ علي قط أحد أبلغ من قراءة مولانا - يعني الإمام الناصر - ولا سمع علي مثل سماعه، وروى الفقيه - رحمه الله - للإمام كرامة في وقت القراءة.

ويقال: إن قبره - رحمه الله - في (حمراء علب)(1) بالقرب من صنعاء، رأيت ذلك بخط بعض الطلبة (والله أعلم بصحته)(2)، وقيل قبره في صعدة في مقبرة الفرضين، روى بعض المشائخ أنه قد شاهد ضريحه مكتوب عليه اسمه، وهو معروف مشهور مزور، كذا روى عن السيد العلامة عبدالله بن المهدي الكبسي - رحمه الله - والله أعلم بصحته.

أحمد بن سليمان العلوي [ - ]

السيد الشريف، العلامة، البليغ، اللسان أحمد بن سليمان العلوي العباسي - رحمه الله -. كان من وجوه العلماء وعيون البلغاء، له القصائد الغر والمقام المنيف، ومن شعره في الإمام السعيد أحمد بن الحسين - عليه السلام - تهنئة :

ألذ الهوى ما كان أعرى عن الهجر ... وأسلم من ليل التباريح والهجر

وما أخلصت فيه العذارى ودادها ... ولم تطو أسرار القلوب على غدر

طربت وقد ولى الشباب وقلما ... أرى طربا بعد الشباب لذي حجر

وكان زجرت النفس عن سرعة الهوى ... مرارا فلم يقصر فصمت عن الزجر فكن لي عذيرا في البكاء فإنني ... أسير هوى أولى من العذل العذري

صفحة ٢٢٤