195

لو زرته لرأيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار ولقد أريت في بعض المنامات، ما يقضي أن السعادة لي بلزوم تلك المقامات، رأيت هوة حاجمة(1) ذات أخطار، قد وقع فيها رجال ذوو أخطار، ومن الناس من يمر عليها ويجوز ويفوز بالنعمة في جنات هنالك ويحوز، فبينا أنا في حيرة الإبلاس، أضرب أخماسا من الفكرة بأسداس، وإذا بوالدي قد حضر عادت بركاته، وهذا الأستاذ دامت نعمته فأنقذاني من تلك الهوة، وعلمت أن ذلك بدعائهما لا بحول مني ولا قوة، ولم أزل ما ثلا بين يديه متشرفا بالوقوف لديه، فقرأت عليه من عوين العلم ما أسأل الله أن يبارك لي فيه ك(الكشاف) لجار الله إلى أول سورة الأحزاب، وشطرا من تفسير الإمام أبي الفتح الديلمي المسمى (بالبرهان)، و(البساط) للناصر و(الإفادة) لأبي طالب و(الأسانيد اليحيوية) إلا قليلا منها، و(الأساس) متنا من غير شرح مع معرفة المعاني، و(أمالي المؤيد بالله)، و(أمالي أبي طالب)، كرارا، و(أمالي المرشد الخميسيات)، والموجود في حضرته من (أمالي قاضي القضاة)، و(نهج البلاغة)، والكثير من (محاسن الأزهار)، وكتاب الشهادات خاصة من (الشفاء)، وبعض (أصول الأحكام)، ولمعا من (مجموع القاسم) ومن (أسنى المقاصد وجميع الشمائل) لابن عفيف، و(الأربعين حديثا) للشريف السيلقي - رحمه الله تعالى - و(الأربعين حديثا الجزرية من رواية آل محمد)، و(سلسلة الإبريز)، و(القصص الحق) للإمام (شرف الدين)(2) - عليه السلام - وأشعار جده الحسين بن محمد المسوري - رحمه الله تعالى - الملصقة إلى (قواعد عقائد آل محمد) - عليهم السلام - للديلمي نسخة سيدنا الحسين بن محمد المسوري - رحمه الله تعالى - وأشعاره حفظه الله الآلهيات والنبويات والحكميات، وهي أشعار كثيرة عوذة من البلايا، ولقد أخبرني الثقة أنه أرسل بعض قصائده إلى الحرم النبوي، ولما أدخلت من الشباك أخبر الرائي لذلك الراوي، أنها انجذبت إلى قبر(3) محله صلوات الله عليه وعلى آله، وقرأت عليه رسائله وهي واسعة في علوم عدة لا آتي على حصرها، ومن كبارها وهي كتب لا رسائل: (الرسالة المنقذة من الغواية في طرق الرواية) (1) و(مختصر جلاء الأبصار) المسمى [تحفة الأبرار](2) و(تنوير البصيرة إلى أتقى سريرة) (3)، وغيره(4)، وله حضارة في الأجوبة علوية، كقوله لبعض علماء نجد من بلد الأحساء، لما سأله عن الفلك الأعلى الذي كلف به من لم يكلف به، واستغرق أعمار الأعمار، فقال له القاضي: أنا مشغول في الأرض، فليس لي عهد بالسماء، وهذه على أساليب الأجوبة العلوية، نحو قوله - عليه السلام - لما سئل كم من المشرق إلى المغرب. فقال: مسير الشمس يوما أو كما قال.

صفحة ٢١٨