والآل والأصحاب ما حنت ال ... عيس فحن المغرم الشيق ومن المراسلة بينه وبين أخيه مولانا الحافظ(1) العلامة محمد بن إبراهيم ما كتبه مولانا شمس الدين يستنجزه تمام قراءة (المنتهى) سنة إحدى وستين وألف.
أنهي حديث (المنتهى) ... إليك فهو معضل
فأوضحوا لي متنه ... فإنه معلل
فأجابه المولى العزي أدام الله فوائده:
يا عالما عاد به ... لنا الطراز الأول
أما حديث (المنتهى) ... فالوقف عنه أجمل
قال السيد شمس الدين - رحمه الله -: وكتب إلي يستدعيني في بلد (شبام) - حرسها الله -:
يا شمس هذا الأوان ... وعين أهل الزمان
ومن له في المعاني(2) ... بيت رفيع المباني
إن تسعدوا بحضور ... ففيه كل الأماني
ونحن إن غبت عنا ... لفظ بغير معاني
قال فأجبته:
يا فائق الارجاني(3) ... بالنظم والهمذاني
ومن إذا قال شعرا ... أزرى بشعر ابن هاني
أمرتني بتدان ... والحظ لي في التداني
قد قلت للقلب بشرى ... بالقرب بل بشريان
قال: واستصحبت هذه الأبيات ولبست الثياب، وكنت قبل الجواب جواب، كما قال سيدنا وجيه الإسلام، وقد استدعاه بعض الأدباء فكتب إليه:
كتبت إلي ترغب في حضوري ... ورب الفضل دعوته تجاب
فقبلت الكتاب وقلت سمعا ... لأمرك مالكي وأنا الجواب
ومن مراسلة السيد شمس الدين (4) قدس الله روحه وأستاذه عبد الرحمن ما كتبه عبد الرحمن إليه من صنعاء إلى كوكبان سنة ستين وألف عقيب فراقه لحضرته حين سماعه للكشاف /102/:
سار دمعي مني إليك رسولا ... حين أخليت ربعه المأهولا
وفؤادي استقر إذا أنت فيه ... يتراءاك بكرة وأصيلا
ونسيم الصبا تحمل من وصف اش ... تياقي فيه حديثا طويلا
حبذا قربك الذي كان أندى ... في فؤادي من النسيم بليلا
قرب الله عهدكم من ليال ... لم أكن لاقترابهن ملولا أتلظى جوى وفرط حنين ... إن تذكرت ظلهن الظليلا
صفحة ١٨٩