فنحن نطول الشهب عزا وتنتهي ... إلى الأفق أيدينا ونحن قعود
إلى أن دعا داع إلى البغي في الورى ... وأعلن منهم كاشح وحسود
ودل علي الحلم قومي وانتشت ... ممالك لم تنظم لهن عقود
وأنكر إحساني الذين جلودهم ... عليهم إذا استشهدتهن شهود
لقد كفرتنا الناس كل صنيعة ... كأنا نصارى ملة ويهود
وكم مات من قوم فحيوا بحلمنا ... وكم أخلفت سحب ونحن نجود
بسطنا على العرب المكارم بسطة ... لنا أبطرتهم والضلول جحود
ولما صبرنا ظنت الناس أننا ... على كل خسف سادرون هجود
ولما قصدت الملك ذا التاج يوسفا ... علمت بأن الهم ليس يعود
دعوت فلباني فتى لا مزيد ... ملول ولا واهي اليدين بليد
ومالي لا أزجي الركاب إلى ذرى ... به الشهب شهب والصعيد صعيد
أعان وأعداني على الدهر من له ... مكارم لا يحصى لهن عديد
وألقيت كفي في أنامل لم تخن ... عهودا ولم تخلف لهن وعود
وما ابن أبي حفص بدون الذي دعا ... به الحميري الملك وهو فريد
/88/
أعاد إليه ملك غمدان وابتنى ... مفاخر في الدنيا لهن خلود
مكارم سنتها الملوك ويوسف ... لآثار ما سن الملوك يشيد
صبرت على حمل العظائم فانتهت ... إليك العلا إن الصبور سعيد
فسوحك مقصود وكفك قاهر ... وجندك منصور وأنت حميد
وفي كل يوم أنت تبدو على العدا ... بخطب وتبدي بالندى(2) وتعيد
سبيل فتى لا العيش يطرق همه ... ولا الموت مما يتقيه يحيد
ويعلم أن الدهر ليس بدائم ... وأن خلود المكرمات مفيد
أنخنا بك(3) الآمال وهي ركائب ... لأرسانها لطف الإله يقود وقد كنت عريت الركائب برهة ... وأطرقت حتى لا يقال: مريد
صفحة ١٦٧