المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد
الناشر
دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة
رقم الإصدار
الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م
تصانيف
العقائد والملل
فجاء هذا المشرك بسبب بمنع الإذن والميت محتاج إلى من يدعو له كما أوصانا النبي ﷺ إذا زرنا قبور المسلمين أنترحم عليهم ونسأل لهم العافية والمغفرة١ فعكس المشركون هذا وزاروهم زيارة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه ومعادات أهل التوحيد ونسبتهم إلى التنقص بالأموات وهم قد انتقصوا٢ الخالق بالشرك وأولياءه الموحدين بذمهم ومعاداتهم وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا وأنهم أمروهم وهؤلاء أعداء الرسل في كل زمان ومكان وما أكثر المستجيبين لهم.
ولله در خليله إبراهيم حيث يقول: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم: ٣٦،٣٥] وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله. انتهى.
فرحمة الله ومغفرته ومرضاته على هذا الشيخ ما أحسن بيانه وأوضحه فقد صرح بان هذا هو الشرك الأكبر فبطل ما افتراه عليه المشركون.
وهذا الذي ذكره هو الذي عمت به البلوى في كثير [من] ٣ الأمصار في هذه الأعصار وهو الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر إلا أن يتاب منه قبل الوفاة وقال رحمه في الكافية الشافية شعرا:
والشرك فهو توسل مقصوده ... الزلفى من الرب العظيم الشان
بعبادة المخلوق٤ من حجر ومن ... بشر ومن قبر٥ ومن أوثان٦
_________
١ أخرجه مسلم في الصحيح رقم ٩٧٥ من حديث وأخرجه أيضا من حديث عائشة رقم ٩٧٤ والنسائي في المجتبى ٤/٩١ وأخرجه الترمذي في الجامع رقم ١٠٥٣ من حديث ابن عباس وأخرجه أحمد في المسند ٢/٣٧٥ من حديث أبي هريرة بألفاظ مختلفة.
٢ "ط": تنقصوا.
٣ ساقط من الأصل.
٤ الأصل: المخلوق أيا كان.
٥ الأصل: ومن قبر.
٦ الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية ٢١١.
1 / 111