267

المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر

محقق

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

الناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

الفجالة - القاهرة

ومما جاء من ذلك قول علي بن جبلة١:
وكم لك من يومٍ رفعت بناءه ... بذات جفونٍ أو بذات جفان
وكذلك قول محمد بن وهيب الحميري:
قسمت صروف الدهر بأسًا ونائلًا ... فمالك موتورٌ وسيفك واتر
وهذا من المليح النادر.
ومن هذا القسم قول البحتري:
جديرٌ بأن تنشقَّ عن ضوء وجهه ... ضبابة نقعٍ تحتها الموت ناقع٢
وكذلك قوله:
نسيم الروض في ريحٍ شمالٍ ... وصوب المزن في راحٍ شمول٣
وذمَّ أعرابي رجلًا فقال: "كان إذا سأل ألحف، وإذا سئل سوَّف، يحسد على الفضل، ويزهد في الإفضال".
القسم الرابع: من المشبَّه بالتجنيس، ويسمَّى "المعكوس".
وذلك ضربان: أحدهما عكس الألفاظ، والآخر عكس الحروف.
فالأول: كقول بعضهم: "عادات السادات سادات العادات"، وكقول الآخر: "شيم الأحرار أحرار الشيم".
ومن هذا النوع مما ورد شعرًا قول الأضبط بن قريع٤ من شعراء الجاهلية:

١ علي بن جبلة هو المشهور بالعكوك، ولد سنة ١٦٠هـ، وتوفي سنة ٢١٣هـ، وكان ضريرًا مسرفًا في المدح مغاليًا في معانيه.
٢ ديوان البحتري ١/ ٤٦ من قصيدة مطلعها:
ألمت وهل إلمامها لك نافع ... وزارت خيالًا والعيون هواجع
٣ ديوان البحتري ١/ ٣٠ من قصيدة مطلعها:
أكنت معنفي يوم الرحيل ... وقد لجَّت دموعي في الهمول
٤ هو من بني عوف بن كعب بن سعد، رهط الزبرقان بن بدر، وكان قومه أساءوا مجاورته، فانتقل عنهم إلى آخرين، فأساءوا مجاورته، فانتقل إلى آخرين، فأساءوا مجاورته، فرجع إلى قومه، وقال: بكل وادٍ بنو سعد، قال ابن قتيبة: وهو قديم، وكان أغار على بني الحارث بن كعب، فقتل منهم وأسر وجدع، ثم بنى أطما، وبنت الملوك حول ذلك الأطمّ مدينة صنعاء.

1 / 273