مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام

الهنتاتي ت. 833 هجري
227

مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام

تصانيف

الفقه

وانظر قوله: حتى جعلوا أتباع السنة وذهاب البدعة، ما مفهوم جعلوا الثاني؟، وإن كان المجرور في قوله: في أرض إفريقية. فانظر هذا الجعل بأي معنى هو؟. وانظر ما خصوصية لأرض إفريقية؟، كأنهم مالهم دعوة في القديم والحديث إلا بها، وهم قد ملكوا المغارب بأسرها. وهذا الكلام يقتضي أنهم ما جعلوا في أرض إفريقية إتباع السنة وذهاب البدعة حتى قالوا من لا يستحق القتل، وكفى بها شرا وبدعة، وأما الحكاية التي عن حفيد الشيخ سيدي ابن يوسف من أن لإفريقية لا تزال على السنة والجماعة مادام بنو الشيخ أبي حفص فيها فأسأل الله أن يجعل ذلك كذلك، وأن يرينا الحق حقا، وأن لا يزيغ قلوبنا، وإني لأرجو صحة ذلك فإن هذا الذي قصده إليه المملي من تغيير عقائدهم في تحليل ما علم تحريمه من مغرم الخطايا لم يخف بطلانه عن أمير المؤمنين أيده الله ونصره، ولاعن الأذكياء نمن عماله وفقهم الله للخير والحق وإتباعه، بل ربما نطق بذلك بعضهم عند الفراغ من قراءة ما أملاه وسماعه. وإنما حملني على هذا المكتوب ميل كثير من رعاع طلبته وغيره إلى مقالته، وما يتوقع على مرور الزمان من سريان دائه في النفوس وآفته.

صفحة ٣١٠