أظنّ ليلي بغير شكٍ ... قد بات يبكي على الصباحْ
هذا والشمس في آخر برج السرطان، والصيف قد ألقى على الأرض الجِرَان، وحكم في الوجود بقوة السُّلطان، فكان كما قال مولانا المقر الكريم الشيخي الإمامي البدري السيد عبد الرحيم:
جَادَتْ لنا الأنواء مغدِقَةً ... والصيفُ أقبلَ مسرع الجري
فكأنمّا شمسُ الضّحى خرّفتْ ... فتشبّه السرطانُ بالجدي
ومما قلته:
نوءُ الشتاءِ وبردهُ وافى وقد ... حكمَ المصيفُ بقوةِ السُّلطان
فلعلّ هذا الدهرَ أمسى ذاهلًا ... فأتى بنوء الجدي في السرطانِ
فلمّا طلع الفجر ولاح، وضربت بشائر الصباح، عزمنا على التبكير بالسير والتَغْليس، وذلك ثالث عشر شوال يوم الخميس، فوصلنا مدينة أرْكلي والشمس مستوفية اللألاءِ مرتقية درجة العلاء، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وهي مدينة
1 / 100