بكيتُ دمًا يوم النوى فمسحته ... بكفي فاحمّرتْ بناني من دمي
وحَقِكَ ما هذا خضابٌ خضيبةٍ ... سوى أنت بالهنان والروم متهمِ
ولكنني لما رأيتكَ راجلًا ... وقد كنتَ لي كفي وزندي ومعصمِ
فلو قبل مبكاها بكيْتُ صبابةً ... لسعدي شفيتُ النفس قبل التندُّمِ
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدمِ
ثم سرنا في بسيط من الأرض عريض مرآه لا يخترقه النسيم بمسراه، يكاد البصر يقف عند مداه مشتمل على ربيع مريع ذي زهو بديع، وأشجار من الآس عنبرية الأرواح والأنفاس، يجلب منظرها أنواع الإيناس، ثم نزلنا الضحى الأعلى كيما نستريح ونريح، ونزيل بعض العلل ونزيح، بمكان قرب قراقابي ومعناه الباب الأسود، وهو باب قديم مقنطر بالحجارة السود، مرصف منضد، لكنه من تطاول الزمان قد تهدم وتهدد، ثم سرنا منه فنزلنا (والشمس قد) عصفرت أبرادها ودنى في
1 / 86