331

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

ﷺ: "وآسفُ كَمَا يَأْسَفُونَ" (١) أي: أغضب كما يغضبون، ومنه قوله في موسى: ﴿غَضْبَانَ أَسِفًا﴾ [الأعراف: ١٥٠] ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا﴾ [الزخرف: ٥٥].
وقوله: "فلَقِيَ عَلَيْهَا أَسَفًا" (٢) هذا من الحزن، أي: لقي عليها حزنًا شديدًا، وفي هذا الحديث: "أَفَتَأْسَفُ عَلَى مَا أَعَارَكَ اللهُ ثُمَّ أَخَذَهُ مِنْكَ" (٣) أي: أتحزن.
قول مالك في "الموطأ": "سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ العِلْمِ يَسْتَحِبُّ إِذَا رَفَعَ الذِي يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَدَهُ عَنْ الرُّكنِ اليَمَانِي أَنْ يَضَعَهَا عَلَى فِيه" (٤) كذا رواه يحيي وابن وهب وابن القاسم وغيرهم، ورواه القعنبي ومطرف وأكثر الرواة: "الرُّكنِ الأَسْوَدِ" مكان: "الْيَمَانِي" وكذا رده ابن وضاح وكلاهما صحيحان؛ كذا يقول مالك في الركنين جميعًا إذا لم يقدر على استلامهما أن يضع يده عليهما ثم يضعها علي فيه، وإنما اختلف عنه في تقبيل اليد إذا وضعت عليهما.
قوله في شعر حسان: "عَلَى أَكتافِهَا الأَسَلُ الظِّمَاءُ" (٥) يعني بـ "الأسَلُ": الرماح، و"الظِّمَاءُ": العِطاش، والظَّمأ: العطش، وقيل: بل أراد اللَّدْنَة الرقيقة، كما يقال فيها أيضًا: ذوابل، أي: هي للدونتها

(١) مسلم (٥٣٧) عن معاوية بن الحكم السلمي، وليس هو من كلام النبي ﷺ بل من كلام معاوية.
(٢) "الموطأ" ١/ ٢٣٧.
(٣) السابق.
(٤) "الموطأ" ١/ ٣٦٧.
(٥) مسلم (٢٤٩٠) من حديث عائشة.

1 / 334