مطالع الأنوار على صحاح الآثار
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هجري
مكان النشر
دولة قطر
تصانيف
علوم الحديث
شاء. وزعم أبو عبد الله المازري (١) في إملاءاته (٢) علي مسلم أنه رواه: "نُورَانِيّ" (٣)، وهو تصحيف (٤).
وفي باب غزوة الفتح: "ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ" (٥) كذا لهم، وعند الجُرْجَانِي: "بِمَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ" ومعناه أنه دعا بماء من ماء هنالك فشرب، فالماء الأول هو المشروب، والماء الثاني اسم للعين أو الحاضر التي هناك.
(١) تحرفت في (س، أ) إلى: (المازني)، والمازري هو: محمَّد بن علي بن عمر بن محمَّد التميمي، المالكي، أبو عبد الله - ومازر: بليدة من جزيرة صقلية، بفتح الزاي وقد تكسر - الشيخ الإِمام العلامة البحر المتفنن، صاحب كتاب: "المعلم بفوائد مسلم"، و"إيضاح المحصول" في الأصول، وله تواليف في الأدب، وكان أحد الأذكياء، بصيرًا بعلم الحديث، حدَّث عنه القاضي عياض، وغيره، مات بالمهدية من إفريقية سنة ستٍّ وثلاثين وخمسمائة. انظر "وفيات الأعيان" ٤/ ٢٨٥، "مرآة الجنان" ٣/ ٢٦٧، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ١٠٤ - ١٠٧.
(٢) في (د، أ، ظ): (إملائه).
(٣) "المعلم بفوائد مسلم" ١/ ٩٩، وقد عقَّب القاضي في "إكمال المعلم" ١/ ٥٣٣ قائلًا: هذه الرواية لم تقع إلينا ولا رأيتها في شيء من الأصول إلا ما حكاه الإِمام أبو عبد الله. اهـ.
(٤) قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٠٧: وقد أُعضل أمر هذا الحديث على كثير من الناس؛ حتى صحفه بعضهمٍ فقال: "نُورَانِيٌّ أَرَاهُ" على أنها ياء النسب والكلمة كلمة واحدة، وهذا خطأ لفظًا ومعنى، وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله ﷺ رأى ربه، وكان قوله: "أَنَّى أَرَاهُ؟ " كالإنكار للرؤية، حاروا في الحديث، ورده بعضهم باضطراب لفظه، وكل هذا عدول عن موجب الدليل. اهـ ولمزيد بيان في الرد على تأويل المصنف لصفة النور انظر "المجموع" ٦/ ٣٧٤ - ٣٩٦.
(٥) البخاري (٤٢٧٩) عن ابن عباس.
1 / 323