مطالع الأنوار على صحاح الآثار
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هجري
مكان النشر
دولة قطر
تصانيف
علوم الحديث
قوله: "أَتَأَنَّقُ فيهِنَّ" (١) أي: أتتبع محاسنهن الأنيقة، ومنظر أنيقٌ: معجبٌ، والأَنَق: الإعجاب.
وقوله: "وآنَقْنَنِي" (٢) بمعنى: أعجبنني إعجابًا بالغًا، ورواه بعضهم: "أَيْنَقْنَنِي" بالياء؛ وإنما هي صورة ألف المدة التي بعد الهمزة فغلط الراوي، وضبطه الأصيلي: "أَتَقْنَنِي" من التوق وهو الشوق البالغ، أي: شوقنني أو جعلني تائقًا، والأول أليق بالمعنى، يقال: تقت إلى الشيء أتوق توقًا، وتتوقت إليه أتتوق تتوقًا، وآنقني الشيء يؤنقني إيناقًا صيرني نائقًا، أي: كسبني ذلك.
وفي النِّكَاحِ: "مَا لَكَ تَنَوَّقُ في قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ " (٣) أي: تتابع (٤) في الاختيار، وأصله على هذا من النيقة وهي الخيار، وكذا روى هذِه الكلمة أكثرهم، وعند العُذْرِيّ وابن الحَذَّاء: "تَتَوقُ" من التوق، أي: تميل وتشتهي.
قوله: "أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ الله؟ " (٥) بلفظ الاستفهام، "أي: أنبسط وأتكلم بما عندي.
قال القاضي إسماعيل (٦) في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾ [النور: ٢٧]:
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ١٥٣ (٣٠٢٧٦) عن ابن مسعود، قوله.
(٢) البخاري (١٨٦٤)، مسلم (٨٢٧) عن أبي سعيد الخدري.
(٣) مسلم (١٤٤٦) عن علي.
(٤) في (ظ): (تبالغ).
(٥) البخاري (٢٤٦٨، ٥١٩١)، مسلم (١٤٧٩) في حديث ابن عباس.
(٦) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو إسحاق، القاضي، الأزدي، قال الخطيب: وكان إسماعيل فاضلا عالمًا متقنا فقيها على مذهب مالك بن أنس شرح مذهبه ولخصه واحتج له وصنف "المسند" وكتبا عدة في علوم القرآن. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٨٤، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٣٣٩.
1 / 314