286

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

وفي الحديث: "يَؤُمُّونَ هذا البَيْتَ" (١) أي: يقصدونه، ومثله: "وَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ ﷺ " (٢)، وقول كعب بن مالك: "وَتَأَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ" (٣) وفي البخاري: "فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ" (٤) وكل ذلك بمعنى: قصدت، والهمزة تسهل تارة وتحقق أخرى. ومنه في حديث الأقط قول عائشة ﵂: "فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي" كذا في مسلم (٥)، وفي البخاري: "فَأَمَّمْتُ" مشدد الميم (٦). و"الآمَّةُ" (٧) و"الْمَأْمُومَةُ" (٨) من الجراح: ما بلغ صفاق الدماغ، وهو جلد رقيق، يسمى هذا الجليد: أم الدماغ وأم الرأس، وبه سميت الجراحة.
قوله: "تِلْكَ صَلَاةُ النَّبِيِّ ﷺ لَا أُمَّ لَكَ" (٩) هي كلمة تدعم بها العرب كلامها، لا يراد بها الذم، بل عند إنكار أمير وتعظيمه يقولون: لا أب لك، ولا أم لك، ولا يريدون بها حقيقة النفي.
وقوله: "وَاثُكْلَ أُمَّيَّهْ" الهاء للسكت والوقف، وهي رواية العذري، ولغيره: "أُمّيَاهْ" (١٠) بالألف، وهما سواء، لغتان مشهورتان.

(١) مسلم (٢٨٨٤/ ٦) وفيه: "يَوُمُّونَ بِالْبَيْتِ"، ورواه أيضًا (٢٨٨٣) بلفظ: "لَيَوُمَّن هذا البَيْتَ" من حديث عائشة.
(٢) مسلم (٢٧٦٩) من حديث كعب بن مالك.
(٣) مسلم (٢٧٦٩) وفيه: "فتَيَامَمْتُ بِهَا التَّنُّورَ".
(٤) البخاري (٤٤١٨).
(٥) مسلم (٢٧٧٠)، وهو هكذا أيضا في البخاري (٤١٤١).
(٦) البخاري (٢٦٦١، ٤٧٥٠).
(٧) انظر "مصنف ابن أبي شيبة" ٥/ ٣٥٠ - ٣٥١، "سنن البيهقي" ٨/ ٨٢ - ٨٦.
(٨) "الموطأ" ٢/ ٨٤٩، ٨٥٤، ٨٥٨ - ٨٥٩، ٨٦٤.
(٩) البخاري (٧٨٧)، مسلم (٧٠٥/ ٥٧ - ٥٨) من حديث ابن عباس.
(١٠) مسلم (٥٣٧) عن معاوية بن الحكم السلمي.

1 / 289