مطالع الأنوار على صحاح الآثار
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هجري
مكان النشر
دولة قطر
تصانيف
علوم الحديث
وقوله في باب الصلاة في الرحال: "كَرِهْتُ أَنْ أُؤَثِّمَكُمْ" (١) أي: أدخل عليكم الإثم، وهو الحرج؛ بسبب ما يدخل عليكم من المشقة في الخروج، فربما كان مع ذلك التسخط وكراهية الطاعة، كما في الحديث الآخر: "أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَكُم" (٢).
و"الْإِثْمِدُ" (٣): حجر أسود يكتحل به.
في صدر كتاب مسلم، في باب ذكر الأخبار الضعيفة: قوله: "ورَدَّ مَقَالَتَهُ بِمَا يَلِيقُ بِه مِنَ الرَّدِّ أَحْرى عَلَى الآثَامِ" كذا عند العُذْرِيّ، جمع إثم، و"أَحْرى" بالحاء والراء، وعند ابن ماهان: "عَلَى الأَيَّامِ" وكلاهما وهمٌ لا معنى له ها هنا، وصوابه ما عند الفارسي: "أَجْدى عَلَى الأَنَامِ" (٤) يعني: الخليقة، أي: أنفع لهم، بدليل قوله: "وأَحْمَدَ لِلْعَاقِبَةِ".
في كتاب الحج: "اغْسِلْ أَثَرَ الخَلُوقِ وأَثَرَ الصُّفْرَة" (٥) كذا لابن السكن، ولغيره: "وأَنْقِ الصُّفْرَةَ" فجعل: "أَنْقِ" بدلًا من: "أَثَرَ" وهو أوجه، ولغيرهما: "واتَّقِ" (٦) من التقوى، وهو أوجه عندي، وإن كانا بمعنى واحد.
(١) البخاري (٦٦٨) من حديث ابن عباس.
(٢) مسلم (٧٠٥/ ٥٠) من حديث ابن عباس، بلفظ: "أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ".
(٣) بَوَّبَ به البخاري بعد حديث (٥٧٠٥).
(٤) مقدمة "صحيح مسلم" ص ٢٣ باب: مَا تَصِحُّ بِهِ رِوَايَةُ الرّوَاةِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى مَنْ غَلِطَ في ذَلِكَ.
(٥) مسلم (١١٨٠) من حديث يعلي بن أمية؛ لكن فيه: "اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الصُّفْرَةِ، أَوْ قَالَ: أَثَرَ الْخَلُوقِ". كذا على الشك.
(٦) اليونينية ٣/ ٦.
1 / 199