جذل. فقال: إي بأبي، وما هذا؟ قال: شيء لي فيه أرب، ولك فيه أدب.
أخبرنا أبو روقٍ الهزّاني قال: حدّثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثنا على بن الجهم قال: حدّثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخيّ قال: أوصى مسلمة بن عبد الملك بكثر ماله لطلاّب الأدب وقال: إنّها بضاعةٌ مجفوٌّ أهلها.
أخبرنا أبو بكر ابن الأنباري قال: حدّثني أبي عن أحمد بن عبيد قال: قال سالمٌ مولى مسلمة بن عبد الملك: كان مسلمة إذا دخل غلّة ضياعه جعلها أثلاثًا، فثلثًا لنفقته، وثلثًا للنوائب والحقوق، وثلثًا يصرفه إلى أهل الأدب.
قال: فقلت له يومًا: يا مولاي، إذا ورد مالك صرفته في ثلاث: فأما النّفقة فلا بدّ منها، وأمّا النائب والحقوق فحزمٌ وقوّة، ولا أعرف الوجه فيما تصرفه إلى هؤلاء القوم. فقال: إنهم تركوا التعيّش والطلب فاشتغلوا عن المكاسب