جيسن :
لماذا تتخلين عن هذه الأشياء؟ هل تظنين البيت المالك في حاجة إلى الثياب أو في حاجة إلى الذهب؟ كلا! احتفظي بها ولا تعطيها أحدا. إن كانت تراني ذا قيمة فستقدر كلماتي قدرا أعلى من أنفس الهدايا.
ميديا :
لا تثنني؛ فالهدايا لها سلطان على الآلهة. والكلمات المغرية لا تسحر قلوب الرجال كما يفعل الذهب. إن الحظ السعيد يلازم زوجك ويجعلها حاكمة مطلقة. هذه الملكة تتأمر علينا جميعا، وإني لأقدم كل ما أملك من ذهب، بل أهب حياتي، كي أظفر ببقاء ولدي. وإذن فلتذهبا يا ولدي؛ فالبيت المالك قريب، وتضرعا، وتوسلا إلى زوج أبيكما التي ظفر بها منذ عهد قريب، توسلا إلى سيدتي ألا ترغما على البعد من هذه البلاد، وقدما إليها هذه الحلي. وأوصيكما ألا تسلموها إلى يد غير يدها. أسرعا، حالفكما النجاح، وعودوا إلي بنبأ سار يبتهج له قلب أمكما بعدما تحققان لها رغبة في نفسها ملحة.
الفرقة الأولى :
لم يعد في حياة ولديك أمل، فهما إلى الموت ذاهبان، وسوف تتقبل العروس هذه الهدية الفاخرة وهي بها فخورة. ولكن المنية تكمن لهذه الزوجة الشقية في ثنايا الثوب المتلألئ. وسرعان ما تتحدر إلى ظلام العالم السفلي الدامس، مرتدية رداء الموت بعدما تضع يدها على هذا التاج كي تزين به الخصلات الذهبية فوق الجبين.
الفرقة الثانية :
وهذا الثوب المتألق ذو الألوان السماوية سوف يشع منه ضياء يخطف الأبصار، وهذا الذهب البراق سيجذب طرفها فتمسك بخصلات شعرها اللامعة تزينها به وهي في أوج عرسها كي تبدو جليلة في حلكة الليل. وبعدما تقع في شباك المنية يتلقفها البؤس والدمار، ولن تملك القدرة على الفرار من هذا المصير القاسي.
الفرقة الأولى :
أيها الزوج المنحوس، أين المسرات التي تتوج زواجك الجديد؟ إن رغبتك في مصاهرة الملوك ستقضي على ولديك بفعلة شنعاء، وأنت أعمى عن سوء المصير. إنك تسوق عروسك التي اقترنت بها وسط الأحزان إلى أسفل طريق موحش ينتهي إلى مقر بلوتو المظلم.
صفحة غير معروفة