المربي :
إذن فلتكوني حريصة؛ إذ لم يحن بعد الوقت لتسمع مليكتنا بهذا النبأ. فضمي شفتيك على الصمت.
المربية :
هل سمعتما طفلي كيف يفكر فيكما أبوكما ؟ ولكني برغم هذا لا أتمنى له شرا؛ فهو مولاي، وإن يكن بأصدقائه غير شفيق.
المربي :
ألا فلتعلمي ما لا يعلم الناس. اعلمي أن كل امرئ يحب نفسه ويعزها أكثر مما يحب جاره ويعزه. بعضهم يدفعه طلب المجد، وبعضهم يدفعه حب الكسب، فأي عجب بعد هذا إن كان الأب لا يحب ابنيه هذين، وقد شغف زوجته الجديدة حبا!
المربية :
ادخلا البيت ولدي، فستسير الأمور على ما نروم. وكن أيها المربي على حذر، وأبعدهما عن أمهما، ولا تقربهما منها حينما تكون الأحزان على نفسها شديدة الوقع. وقد لحظت في عينيها أخيرا قسوة ووحشية تنمان عن أسوأ المكائد لهذين الولدين، وإني على يقين أنها لن تخفف من غضبها حتى تثور عاصفتها على أي إنسان، وأرجو أن تسقط ضربتها على رأس عدو لا على رأس صديق.
ميديا (من الداخل) :
ما أتعسني! وما أشد الكروب التي تفتت قلبي! ما أتعسك يا ميديا. إنهم أفسدوا عليك حياتك.
صفحة غير معروفة