وعلى الرغم من أن التنافس الكوميدي كان قاصرا - في هذا الموسم وفي المواسم السابقة - على الكسار والريحاني، إلا أن فرقة يوسف عز الدين - التي كانت من الفرق الصغرى سابقا - أصبحت في هذا الموسم إحدى الفرق المنافسة الكبرى. فهذه الفرقة مثلت عددا كبيرا من المسرحيات هذا الموسم، فاق عدد المسرحيات التي مثلتها فرقتا الكسار والريحاني. هذا بالإضافة إلى انتقال يوسف عز الدين من مسارح روض الفرج إلى مسارح شارع عماد الدين - شارع الفن والشهرة - حيث أصبح له مسرح خاص به، وهو مسرح كازينو الإجيبسيانا - الذي شهد شهرة الريحاني فيما مضى - والذي تحول إلى البيجو بلاس فيما بعد، ثم أطلق عليه يوسف عز الدين اسم تياترو عز الدين.
ومن المسرحيات التي مثلتها فرقة يوسف عز الدين هذا الموسم: «زغروطة يا حبايب»، «منديل العمدة وجواز البندر» لمحمد مصطفى، «بشاير الهنا» و«حضرة الناظر» و«الأسطى» لمحمد البيه، «الدنيا وما فيها» ليونس القاضي، «مع السلامة»، «رزق الهبل»، «حاجة تهوس»، «خليها في سرك»، «ست الحسن»، «بنت المرحوم»، «ليالي العز»، «الأصل يغلب»، «سلامة عقلك». وقام بتمثيل هذه المسرحيات: يوسف عز الدين وماري عز الدين وأحمد عبد الله ومحمد الصغير وفايزة رشدي وسميرة حسين ونعيمة جمال ووهيبة أحمد وحياة خيري ونعيمة ولعة وفردوس مصطفى وحكمت لبيب.
16
وتجدر الإشارة هنا إلى ظهور فرقة كوميدية صغرى جديدة، في صيف هذا الموسم، وهي فرقة مختار عثمان التي عرفت باسم كلية الحظ. وأول مسرحية قدمتها كانت بعنوان «الدكتور يويو» على مسرح ديانا بالإسكندرية في يوليو 1936، وهي من تأليف روفائيل جبور، ومن تمثيل: مختار عثمان وأستفان روستي وحسن فايق وعلي كامل وسعيد خليل وماري منيب وفيوليت صيداوي وجانيت حبيب ومحمد يوسف وحسن صالح، ثم توالت مسرحيات الفرقة، ومنها: «ثلاثة لطوخ»، «كلية الأنس»، «الكونت زقزوق» بطولة زينات صدقي.
17
وتنتقل بنا الأحداث إلى موسم 1936-1937، لنجد الكسار يفتتحه بمسرحية «اليانصيب» من تأليفه بالاشتراك مع زكي إبراهيم يوم 15 / 10 / 1936. وبعد انتهاء عرض المسرحية بأسبوعين هاجم البوليس مسرح الماجستيك، وصادر مطبوعات وأكليشهات إعلانات المسرحية؛ لأنه اكتشف تشابها كبيرا بين إعلان المسرحية والورقة النقدية فئة الخمسة جنيهات! وفي يناير 1937 عرض الكسار مسرحيتين جديدتين، الأولى «البكاشة» تأليف محمد شكري وزكي إبراهيم، والأخرى «كلنا في الهوا» تأليف محمد شكري وزكي إبراهيم أيضا. وفي صيف هذا الموسم قامت فرقة الكسار برحلة فنية إلى الإسكندرية كعادتها، وعرضت مجموعة من مسرحياتها على كازينو الأنفوشي، ثم قرأنا خبرا في ختام هذا الموسم، مفاده أن الكسار قرر ترك التمثيل والتفرغ إلى العمل السينمائي، وإدارة أملاكه العقارية المؤلفة من خمسة بيوت.
18
طلب التصريح بتمثيل مسرحية «اليانصيب».
أما الريحاني فلم يكن حظه أفضل من حظ منافسه الكسار، حيث مثل في هذا الموسم ثلاث مسرحيات جديدة، هي: «قسمتي» في نوفمبر 1936، «ومندوب فوق العادة» في يناير 1937، و«الدنيا على كف عفريت» في أبريل 1937. وفي يوليو 1937 حل الريحاني فرقته ليتفرغ بعض الوقت لأفلامه السينمائية.
19
صفحة غير معروفة