16
وهكذا سقطت مسرحية «مراتي في الجهادية»، وهذا السقوط أسفر عن انفصال الريحاني وزوجته عن فرقة أمين صدقي.
17
وفي المقابل سار الكسار في نجاحه المتواصل، فعرض يوم 4 / 2 / 1926 مسرحيته الجديدة الخامسة «أنوار»، من تأليف أحمد توفيق وأزجال بديع خيري وألحان زكريا أحمد وتمثيل: علي الكسار وحامد مرسي ورتيبة رشدي وزكي إبراهيم ومحمد سعيد وجبران نعوم وفكتوريا كوهين. ونجحت هذه المسرحية بشكل ملحوظ، فأشارت إلى ذلك جريدة مصر، وأبانت أن الكسار يسير بخطوات متقدمة نحو خطته في التطوير الأخلاقي للكوميديا، باختياره الموضوعات ذات الدروس المفيدة أخلاقيا، وتقديمها في ثوب كوميدي وبشكل جذاب. ومسرحية أنوار من هذا النوع؛ لأنها تحث الجمهور على الجد والسعي في تنمية حياته الاجتماعية، وتحذر من أعمال الدجل والشعوذة، وتبين عن قيمة الحب النقي الذي يعتبر أساسا متينا للحياة الزوجية.
18
أما أمين صدقي فقد صمد بعض الشيء، بعد انفصال الريحاني عنه، فمثل بفرقته عروضا مسرحية على دار التمثيل العربي منها «بنت الشبندر» و«ناظر المحطة»، بطولة: محمد بهجت وفوزي منيب وعبد اللطيف جمجوم وفتحية أحمد وشرفنطح، ورتيبة أحمد ودوللي أنطوان وعبد الحميد زكي وحسن كامل.
19
ومسرحية «ناظر المحطة» من تأليف أحمد كامل المحامي، وقد استعان فيها أمين صدقي بفوزي منيب ليمثل دور البربري، في محاولة منه لينافس الكسار في شخصيته الفنية. فكتب الناقد جمال الدين حافظ عوض كلمة في هذا الشأن، قال فيها: ... وقام فوزي منيب بدور البربري عثمان. وهنا أرى أنه لا بد من كلمة بسيطة في هذا الموضوع. شخصية البربري هذه ابتكرها علي أفندي الكسار وأخرجها بنجاح كبير، وهو لا يزال يخرجها إلى اليوم بنجاح مستمر. ومن العدل أن نقول إن ليس في البلد من يستطيع إتقان هذا الدور مثله حتى لتظنه بربريا بالفطرة خفيف الروح سريع الحركة يدرس كل حركة من حركاته. أما صديقنا منيب أفندي «البربري النونو»، فهو شاب حديث العهد بالمسرح، أغرم بهذا الدور وعمل على إخراجه من مدة. هو في الواقع صورة صغيرة لعلي أفندي الكسار، لايزال ينقصه الشيء الكثير لإتقان هذه الشخصية، وإخراجها كما يخرجها علي الكسار.
20
وفي مقابل ذلك النشاط لأمين صدقي، واصلت فرقة الكسار نجاحها، فعرضت مسرحيتها الجديدة السادسة «آخر مودة»، يوم 4 / 3 / 1926، تعريب أحمد البابلي وأزجال بديع خيري وتلحين زكريا أحمد وتمثيل: علي الكسار وحامد مرسي ورتيبة رشدي وفكتوريا كوهين ومحمد سعيد ومحمد العراقي وبباوي فرج الله وليلى وزكية إبراهيم.
صفحة غير معروفة