مصرع التصوف وهو كتابان: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد

al-Biqaʿi, Burhan al-Din Abu l-Hasan Ibrahim b. ʿUmar ت. 885 هجري
200

مصرع التصوف وهو كتابان: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد

محقق

عبدالرحمن الوكيل

الناشر

عباس أحمد الباز

مكان النشر

مكة المكرمة

عنهما١: "من آذى فقيها، فقد آذى رسول الله ﷺ، ومن آذى رسول الله ﷺ، فقد آذى الله ﷿" ا. هـ. ومن نابذ كلامهم، فقد عاداهم. وقال النبي ﷺ: "قال الله: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ٢ " ومن رد أقوالهم٣ لأجل توهم أن من حكموا بكفره ولي لشهرة باطلة، وكلام مزوق يراد به الإضلال والغرور، فمن كمن ٤ أصابه داء، فوصف له الأطباء العارفون دواء، فقال له عامي: لا تسمع منهم وخذ هذا فقد قال لي فلان وفلان، وعد جماعة مثله: أنه نافع، فاعتمد على مجرب، ولا تعتمد على طبيب. وأمثال هذا من الخرافات، فقبل كلامه، لكونه قريب الطبع من طبعه، فأعطاه سما، فتحساه، فهلك إلى لعنة الله، فإنه لا عبرة بشهرة أصلا إلا شهرة كانت بين أهل العلم [٦٠] الموثوق بهم، لأن الاستفاضة والشهرة من العامة، لا يوثق بها، وقد يكون أصلها التلبيس، وأما التواتر فلا يفيد العلم، إذا لم ينتبه إلى معلوم محسوس، وأما من مدحه، فهو أحد رجلين كما مضى عن الفاسي وغيره: رجل بلغه زهده وانقطاعه عن الناس، ولم يبلغه ما في كلامه من المصائب فالجرح٥ مقدم على ثنائه، أو رجل كان يعتقده في الباطن، فهو يناضل

١ في الأصل: عنه. ٢ البخاري وأحمد والطبرني وأبو يعلى. ٣ هذا إذا كانت حقا مشرقا من النورين: الكتاب والسنة. لا كأقوال علاء الدين البخاري، فقد رد أساطيرهم بأساطيره. ٤ أي: من فعل هذا فهو كمن أصابه داء إلخ. ٥ في الأصل: فالحرح.

1 / 202