المسلك في أصول الدين

المحقق الحلي ت. 676 هجري
171

المسلك في أصول الدين

الشرعيات لكانت الإمامة لطفا في العقليات.

قوله في المعارضة الثالثة : «لو كان نصب الإمامة واجبا على الله تعالى لعلم ذلك الصحابة أو معظمهم» قلنا : لا نسلم ، وهذا لأن العلم بذلك نظري لا ضروري ، والامور النظرية قد تذهب على كثير. نعم لا يذهب ذلك على كل الصحابة بل نقول : إن فيهم جماعة عرفوا ذلك.

قوله : «لو عرف ذلك الصحابة لما عولوا على التعيين على إمام» قلنا : ليس كلهم فعل ذلك ، وجماعة أنكروا ذلك ، وشهدوا أن عليا عليه السلام هو الإمام دون غيره ، وأنشدوا في ذلك الأشعار. (13)

قوله : «لو عرفوا ذلك لفحصوا عن ذلك الإمام» قلنا : لا نسلم ، وهذا لأن الصحابة بين عارف بوجوب الإمامة عقلا مقر بعين الإمام ، وبين عارف منكر (14)، وبين شاك ، فالعارف بوجوب الإمامة وعين الإمام لا يفحص ، والفريقان الآخران لا يفحصان ، هذا لعلمه ، وذلك لجهله.

قوله : «لو عرف ذلك بعض لاعترض على الآخرين» قلنا : قد وقع ذلك.

كما روي أن سعد بن عويمر بن ساعدة قال : إن الخلافة لا تكون إلا في أهل بيت النبوة فاجعلوها حيث جعلها الله. (15)

صفحة ١٩٥