مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد

الشهيد الثاني ت. 966 هجري
96

مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد

تصانيف

استيلاء هذه الحالة غير محال في نفسه لكنه بعيد عن الأخطار [من الأحوال] الضعيفة في هذا الزمان ولا ينبغي أن يستنكر الضعيف المحروم حال الأقويا ويظن أن ما هو عاجز عنه يعجز عنه غيره من الأولياء وكان عمران بن حصين رضي الله عنه استسقى بطنه فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد وقد ثقب له في سريري موضع لقضاء الحاجة فدخل عليه أخوه العلاء فجعل يبكي لما يرى من حاله فقال لم تبكي قال لأني أراك على هذه الحالة العظيمة قال لا تبك فإن ما أحبه الله تعالى أحبه ثم قال أحدثك شيئا لعل الله ينفعك به واكتم علي حتى أموت إن الملائكة لتزورني فآنس بها وتسلم علي فأسمع تسليمها فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة إذ هو سبب لهذه النعمة الجسيمة فمن شاهد هذا في بلائه كيف لا يكون راضيا به وقال بعضهم دخلنا على سويد بن شعبة- فرأينا ثوبا ملقى فما ظننا أن تحته شيئا حتى كشف فقال امرأته أهلك فداؤك ما نطعمك وما نسقيك فقال طالت الضجعة وديرت الحراقيف وأصبحت نضوا لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا منذ كذا فذكر أياما وما يسرني أني نقصت من هذا قلامة ظفر- وروي عن بعضهم وكان قاسي المرض ستين سنة فلما اشتد

صفحة ٩٧