غلاف مسرحية «عظة الملوك» أو «الطبيعة والزمن» المخطوطة والمطبوعة.
وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد «عظة الملوك» أو «الطبيعة والزمن»، تأليف بشارة كنعان، تدور أحداثها حول قدرة الطبيعة والزمن على التحكم في تصرفات البشر على الأرض، وذلك من خلال قصة تاريخية تدور أحداثها في الهند، حيث يقوم سلطانها فيروزاد بخطف أنوش زوجة نرباس قائد جيوش البلاد، حقدا عليه بسبب حب الشعب له. وعندما تخطف أنوش تسجن في قصر السلطان، وتجبر على الزواج من سلطان البلاد ولكنها ترفض وفاء لزوجها نرباس. وتدور أحداث كثيرة حول محاولة السلطان التخلص من نرباس، وإجبار أنوش على الرضوخ له والزواج منه، وفي المقابل نجد محاولات كثيرة من نرباس للحصول على زوجته والخلاص من مطاردة السلطان وجنوده. وتنتهي المسرحية بتدخل الطبيعة، وتعنيفها للسلطان لأنه لم يحكم بالعدل، وأخيرا يعود السلطان إلى رشده، ويبتعد عن ظلمه، وتعود أنوش إلى زوجها وتنتهي المسرحية.
أما عروض الفرقة بالأقاليم في هذه الفترة، فتمثلت في مسرحية «مغائر الجن» بمسرح زيزينيا بالإسكندرية في 21 / 10 / 1906، ومسرحية «ضحية الغواية» بزيزينيا أيضا في 4 / 11 / 1906، وآخر عرض كان بمسرح التفريح بالمنصورة لصالح المدارس الأهلية في 29 / 1 / 1907.
36
وفي هذه الفترة أيضا قدمت الفرقة عدة عروض لصالح بعض الجمعيات والأشخاص، مثل: مسرحية «تليماك» التي قدمت بدار التمثيل العربي في ليلة مجلة «سركيس» الخيرية في 10 / 12 / 1906، ومسرحية «صلاح الدين الأيوبي» لجمعية الاتحاد الأخوي الإسرائيلي في أول يناير 1907 بدار التمثيل العربي، ومسرحية «هملت» لمحفل الصدق الماسوني، وخصص دخلها لصالح مشروع الجامعة المصرية في 7 / 1 / 1907 بدار التمثيل العربي، ومسرحية «ضحية الغواية» لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق للأقباط الأرتوذكس في أول فبراير 1907 بدار الأوبرا الخديوية.
37
وتميزت عروض الفرقة في هذه الفترة باستحسان بعض الصحف: ومنها جريدة «المؤيد» التي تحدثت في 15 / 9 / 1906 عن مسرحية «تليماك»، وما أدخله فيها الشيخ سلامة من القصائد الغنائية وبعض المناظر الجديدة، خصوصا تجسيد مشهد جهنم. أما جريدة «مصر» في 22 / 10 / 1906، فقد تحدثت عن مسرحية متميزة أيضا هي مسرحية «ضحية الغواية»، ووصفت أحد مشاهدها قائلة:
لقد أبدع الممثلون والممثلات غاية الإبداع، حتى استحقوا استحسان جميع الحاضرين عموما، وخصوصا منظر دار النعيم الذي كان في انتهاء الفصل الخامس، وكان الحاضرون يشاهدون صعود راءول وشارلوت إلى دار النعيم كأنه تماما وليس تمثيلا، وكان في غاية من الإبداع.
غلاف مسرحية «ضحية الغواية».
ومسرحية «ضحية الغواية» أو «شارلوت» لخليل كامل، تدور أحداثها حول ملك يحتضر، فيأخذ عهدا من ابنه فيكتور عندما يصبح ملكا أن يزوج ابن عمه راءول من ابنة عمهما شارلوت، فيعطي الابن العهد إلى أبيه رغما عنه بسبب حبه لشارلوت، رغم أن الملك المحتضر يعلم بهذا الحب. وأخيرا يطلب الملك الانفراد بوزيره ريشار، ويأخذ منه عهدا أيضا بأن يعمل على إتمام زواج راءول من شارلوت، وأن يبعد عنهما ظلم ابنه فيكتور. وعندما يستفسر الوزير من الملك عن سبب هذا العهد، ولماذا لم يجعل فيكتور ابنه زوجا لشارلوت، يطلعه الملك على سر خطير وهو أن شارلوت أخت فيكتور من علاقة آثمة كانت بينه وبين امرأة من عامة الشعب عندما كان شابا، وقد ربى شارلوت في قصره على أنها ابنة أخ له مات في بلاد بعيدة . وبعد ذلك يموت الملك، وينكث فيكتور بعهد أبيه بعد أن أصبح الملك، فينفي راءول من البلاد، ويرغم شارلوت على الزواج منه، ولكنها ترفض وتصمد أمام إغرائه. فلم يجد فيكتور إلا أن يسجنها في دير القديسة حنة، وكان يزورها كل ليلة ويضربها بالسوط حتى فقدت عقلها من شدة التعذيب، فيقوم الوزير ريشار بإبلاغ راءول بما آلت إليه حالة شارلوت، فيحضر من منفاه متخفيا ويدخل الدير ويقابل فيكتور ويتبارز معه ويقتله، وعندما يحاول رؤية شارلوت تعده إحدى الراهبات بأن تدبر له هذا اللقاء غدا. وعندما يحضر في اليوم التالي تأخذه الراهبة إلى حديقة الدير، حيث يوجد قبر شارلوت، فيرتمي راءول عليه ويبكي حتى يسمع صوت شارلوت تناديه ليلتقي بها في الآخرة، ويلبي راءول هذا النداء ويموت على قبر شارلوت وتنتهي المسرحية.
صفحة غير معروفة