هذا هو الطقس الذي تتجمد الأنوف والأصابع فيه. لكن لم يكن ثمة شعور بالبرد.
كان يقترب كثيرا من حرج كبير. كان يعبر جرفا مائلا طويلا من الثلج، تظهر الأشجار أمامه وإلى جانبه. هناك، إلى الجانب، لفت شيء نظره. كان ثمة نوع من اللمعان تحت الأشجار؛ تجميعة من الأشكال، بها ثقوب سوداء، أذرع أو بتلات غير متناسقة تنتصب وصولا إلى الأفرع السفلى من الأشجار. اتجه نحو هذه الأشكال، لكن ظلت ماهيتها غير واضحة. لم تبد كأي شيء كان يعرفه. لم تشبه أي شيء، اللهم إلا مثل عماليق مسلحين، نصف منهارين، مجمدين في وضع قتالي، أو مثل الأبراج المتشابكة في مدينة صغيرة مجنونة؛ مدينة صغيرة، من عصر الفضاء. ظل منتظرا أي تفسير، ولم يتلق أي تفسير، حتى اقترب جدا. كان قريبا أكثر مما ينبغي حتى إنه كاد يلمس أحد تلك المسوخ قبل أن يرى أنها لم تكن سوى سيارات قديمة. شاحنات وسيارات قديمة، بل وحافلة مدرسية، كان قد دفع بها تحت الأشجار وتركت. كان بعض منها مقلوبا تماما، وكان بعض آخر مقلوبا فوق بعض آخر في زوايا غريبة. كانت ممتلئة جزئيا - ومغطاة جزئيا - بالثلج. لم تكن الثقوب السوداء إلا أجزاء السيارات الداخلية. كانت أجزاء معوجة من الكروم، وأجزاء من المصابيح الأمامية، تلمع.
فكر في الكيفية التي سيخبر بها بيج بذلك؛ كيف كان عليه أن يقترب كثيرا قبل أن يرى أن ما أثار دهشته وحيرته على هذا النحو لم يكن إلا حطاما قديما، وكيف كان يشعر آنذاك بخيبة أمل، ورغبة في الضحك أيضا. كانا يحتاجان إلى أشياء جديدة للحديث عنها. شعر الآن برغبة في العودة إلى المنزل. •••
في الظهيرة، عندما كان الشرطي في المطعم يذكر روايته عن الحادث، أوضح كيف دفعت قوة الطلقة والتر ويبل إلى الخلف. «فجرته إلى أجزاء خارج الغرفة. كان رأسه يرقد في الردهة. كان ما تبقى من الرأس يرقد في الردهة.»
ليست رجلا. ليست الرجل المقصودة؛ الرجل الكاملة والمتماسكة في بنطالها، القدم ذات الحذاء. لم يكن ذلك ما كان أي شخص يستدير عند أعلى السلالم سيراه ويخطو فوقه، يخوض فيه، من أجل بلوغ غرفة النوم وإلقاء نظرة على ما تبقى هناك.
القمر في حلبة التزلج بشارع أورانج
فوجئ سام، عندما دخل إلى متجر كالي الذي كان يبيع بعض السلع الرخيصة والحلوى. كان قد توقع وجود مجموعة غير مرتبة من منتجات البقالة، والبضائع قليلة الجودة، ورائحة سيئة، وربما زينة حفلات باهتة اللون، وزينة كريسماس قديمة مهملة. بدلا من كل ذلك، وجد مكانا يشغل في معظمه ألعاب فيديو. لافتات مكتوبة بخط اليد باللونين الأحمر والأزرق تحذر من تناول المشروبات الكحولية، والشجار، والتسكع، والسباب. كان المتجر مليئا بضجيج الألعاب الإلكترونية، والأضواء الوامضة، وأولاد شكلهم مخيف، يرتدون ملابس حديثة الطراز، حالقين شعورهم وطالين بشرتهم على نحو غريب. كانت كالي تجلس خلف طاولة البيع، طالية بشرتها هي الأخرى، مرتدية باروكة شقراء مائلة إلى اللون القرنفلي. كانت تقرأ كتابا ورقي الغلاف.
طلب سام سجائر، كي يختبرها. وضعت الكتاب، ونظر هو إلى عنوانه، «حبي حيث تهب الرياح العاتية»، تأليف فيرونيكا جراي. أعطته السجائر وناولته الباقي وعدلت من السترة على كتفيها وتناولت الكتاب مرة أخرى، دون أن تنظر إليه. كانت سترتها مغطاة بكرات صغيرة من الصوف القرنفلي والأبيض، التي كانت تتحرك مثل الفشار. انتظرت حتى اللحظة الأخيرة حتى تتحدث إليه. «هل ما زلت تدخن في سنك الكبيرة هذه يا سام؟» «خلت أنك لم تعرفيني.»
قالت كالي، وهي فرحة بنفسها: «أستطيع أن أتعرف عليك وسط ألف شخص ... عرفتك من اللحظة الأولى التي دخلت فيها من هذا الباب.» •••
سام رجل في التاسعة والستين من العمر، أرمل. يمكث في نزل ثري ليتيل بيجز، على الطريق السريع، لبضعة أيام بينما هو في طريقه لزيارة ابنته المتزوجة في بنسلفانيا. على الرغم من أنه دائما ما كان يخبر زوجته عن بلدة جالاجر، فلم يكن ليأتي بها لتراها. بدلا من ذلك، زارا هاواي ، وأوروبا، وحتى اليابان.
صفحة غير معروفة