قالت سيلفيا: «روس، يوما ما ستعثر على فتاة رائعة.»
لكن بدا أن روس توقف عن البحث عن فتيات. توقف عن مهاتفة الفتيات والنعيق مثل ديك في الهاتف؛ ولم يعد يقود السيارة ببطء في الشارع، متقفيا أثر الفتيات، مطلقا النفير كما لو كان يرسل إشارة مورس. في ليلة سبت، في منزل كولن وجلينا، قال إنه لم يعد مهتما بالنساء؛ إذ كان من الصعب عليه العثور على امرأة مهذبة، وعلى أي حال لم يستطع تجاوز علاقته بويلما باري.
تساءلت جلينا: «من ويلما باري هذه؟ ... هل كانت توجد قصة حب بينكما، روس! متى؟» «الصف التاسع.» «ويلما باري! هل كانت جميلة؟ هل كانت تعرف شعورك حيالها؟» «نعم، نعم، نعم، أعتقد ذلك.»
قال كولن: «يا إلهي، كانت المدرسة كلها تعرف!»
سألت جلينا: «أين هي الآن يا روس؟» «رحلت. تزوجت.» «هل كانت تحبك أيضا؟»
قال روس في خضوع: «لم تكن تطيقني.»
تذكر كولن ما كانت تفعله ويلما باري؛ كيف كان روس يذهب إلى قاعات الدرس الخالية ويكتب اسمها على السبورة، في صورة نقط صغيرة من الطباشير الملون، أو قلوب صغيرة، وكيف كان يذهب لمشاهدة مباريات كرة السلة للفتيات، التي كانت تلعب فيها، وكان يقفز كالمجنون في كل مرة كانت تقترب من الكرة أو السلة. تركت الفريق. كانت تختبئ في حمام الفتيات وترسل أشخاصا كي يخبروها ما إذا كان الطريق خاليا حتى تستطيع الخروج دون أن يراها. عرف روس هذا، وكان يختبئ في خزانة المكانس حتى يفاجئها ويطلق صافرة حزينة في اتجاهها. تركت المدرسة وتزوجت وهي في السابعة عشرة. كان روس أكثر مما تستطيع أن تحتمل.
قالت جلينا: «يا للعار!»
قال روس، وهو يهز رأسه: «كنت أحب ويلما ... يا كولن، أخبر جلينا قصة الفطيرة!»
أخبرها كولن بتلك القصة، وهي قصة مفضلة لدى كل من كان في المدرسة الثانوية في ذلك الوقت. كان كولن وروس يجلبان غداءهما إلى المدرسة دوما؛ لأن أمهما كانت تعمل وكانت أسعار الطعام في الكافيتريا عالية جدا. كانا يأكلان دوما شطائر المورتاديلا والكاتشب وفطيرة يشتريانها من المتجر. ذات يوم، لم يسمح لأي من الطلاب بالمغادرة عند الظهيرة لسبب ما، ووضع الصفان التاسع والعاشر معا، وهكذا كان روس وكولن في القاعة نفسها معا. كان روس يضع غداءه على مقعده، ووسط المحاضرة التي كان الطلاب يتلقونها، اقتطع قطعة كبيرة من فطيرة التفاح وبدأ في أكلها. صرخ المدرس قائلا: «ماذا تظن نفسك فاعلا؟» دون لحظة تردد، ألقى روس بقطعة الفطيرة تحته وجلس عليها، ضاما يديه المتسختين معا التماسا للعفو.
صفحة غير معروفة