صرخت صوفي: «أيها الحثالة الصغير!»
ألقى النصف الآخر.
كان الصبي صاحب ذيل الحصان يرتدي حذاءه طويل العنق.
مد الصبي ذو الشعر الأسود يديه إلى الفتاة. هزت رأسها. أدخل رأسه في ثنيات تنورتها، لكن صرخت معترضة. ألقى شيئا آخر في الماء، بعد قطع ثوب الاستحمام.
ولاعة صوفي.
سمعت صوفي الفتاة تقول شيئا - بدا شيئا مثل «أيتها الحثالة اللعينة» - ثم بدأ الثلاثة في تسلق الضفة دون إلقاء نظرة أخرى نحو البحيرة. كان الصبي ذو الشعر الأسود يقفز في رشاقة، وكان الصبي الآخر يتبعه بسرعة وإن كان في ارتباك أكثر، وكانت الفتاة تتسلق في مشقة رافعة تنورتها. غابوا جميعا عن الأنظار عندما خرجت صوفي من الماء ورفعت نفسها فوق الصخور.
لم تكن سيجارة الفتاة - سيجارة صوفي - قد أطفئت جيدا بل ألقي بها في صدع صغير مليء بالقاذورات، قاذورات وأحجار متكسرة بين الصخور.
جلست صوفي على الصخور، تأخذ أنفاسا عميقة، متقطعة. لم تكن ترتجف؛ كان جسمها ساخنا بسبب الغضب الشديد النكد الذي لا طائل من ورائه والذي كانت تشعر به. كانت في حاجة إلى تمالك نفسها.
كانت لديها صورة ذهنية عن قارب التجديف الذي كان مربوطا هنا عندما كانت طفلة. مركب قديم آمن شبيه بقارب التجديف، يتأرجح في الماء في مرسى القوارب. في كل مساء، بعد العشاء، كانت صوفي - أو صوفي وأحد إخوتها (هم أموات كلهم الآن)، لكن عادة ما تكون صوفي وحدها - تجدف عبر البحيرة حتى مزرعة برايس للحصول على اللبن. كانت تأخذ صفيحة ذات غطاء، تنظف وتطهر جيدا من قبل طاهية آل فوجلسانج؛ حيث لم يكن يمكن الوثوق في أي وعاء من مزرعة برايس. لم يكن لدى آل برايس مرسى قوارب. كان ظهر منزلهم وفناؤهم ناحية البحيرة، وكانا يطلان على الطريق. كان على صوفي أن تسير بالقارب عبر الجريد، وأن تلقي بالحبل إلى أبناء برايس الذين كانوا يأتون للقائها . كانوا يخطون بأقدامهم في الطين، ويجذبون الحبل، ويصعدون إلى القارب بينما كانت تعطي صوفي تعليماتها المعتادة. «لا ترفعوا المجداف من الماء! لا تغرسوه في الطين! لا تصعدوا جميعا في جانب واحد!»
حافية القدمين، مثلما كانوا، كانت تقفز خارج القارب وتعدو إلى مصنع الألبان الحجري. (كان المصنع لا يزال هناك، وأصبح الآن، مثلما عرفت صوفي، معملا لتحميض أفلام الكاميرات الفوتوغرافية لأحد سكان الأكواخ.) كان السيد أو السيدة برايس تصب اللبن المزبد الدافئ في الصفيحة.
صفحة غير معروفة