204

ماجدة في المطبخ تعد السلاطة. تدندن بنغمات أوبرالية. «نعود إلى جبالنا». دينيس في غرفة الطعام ترتب المائدة. تسمع أباها يضحك في الشرفة الخارجية. وصل الضيوف؛ زوجان ثريان، حسنا المظهر، ليسا من سكان الأكواخ. جاء أحد الأزواج من بوسطن، والزوج الآخر من مونتريال. يمتلكان منزلا صيفيا في ويستفيلد.

تسمع دينيس أباها يقول: «الحزن من التفكير في شرور العالم.» يقولها كما لو كانت اقتباسا. لا بد أنه يشير إلى شيء ما يعرفونه جميعا، من مجلة يقرءونها جميعا.

تحدث نفسها، يجب أن أكون مثل بيتر. يجب أن أتوقف عن القدوم إلى هنا.

لكن ربما يكون كل شيء على ما يرام، وهذه هي السعادة، وهي عنيدة وطفولية أكثر مما ينبغي، سياسية على نحو مقبض - منغمسة حتى النخاع في ماض هجره الجميع - بحيث لا يمكن أن تقبلها.

كان قد تم توسيع غرفة الطعام لتضم المساحة التي كان يشغلها جزء من الشرفة الخارجية، الامتداد كان من الزجاج؛ جدران وسقف مائل، كله من الزجاج. ترى نفسها في الزجاج الآخذ في الإظلام؛ امرأة حذرة، طويلة ذات جديلة طويلة، ترتدي ملابس لا توجد بها أي تطريزات أو زخارف، تجلس إلى المائدة الطويلة التي من خشب الصنوبر، بين السلطانيات الممتلئة عن آخرها في بهاء بنبات أبو خنجر، والأطباق الزجاجية الزرقاء الصغيرة الممتلئة بالملح. مناشف كتانية باللونين الأحمر والبرتقالي، شموع صفراء مثل أكوام مدورة من الزبد، وأطباق ريفية بيضاء سميكة ذات زخارف من الكرم حول الحواف. طبقات من الطعام والخمر الجاهز، والحديث الذي يقطع هواء الحياة؛ طبقات من التناغم والرضاء.

تتوقف ماجدة، التي تحمل السلاطة، عن الدندنة. «أمك، هل هي سعيدة، في كولومبيا البريطانية؟»

تحدث دينيس نفسها بأن هذا هو خطؤها. خطأ إيزابيل.

يمكن أن ترد إلى ذهنها الآن فكر غير منصفة، غير مرحب بها، تتردد في عنف، بلا هدف.

تقول: «نعم ... نعم. أعتقد هذا.» وهو ما تعني به أن إيزابيل، على الأقل، لا تأسف على شيء.

2

صفحة غير معروفة