كانت الستائر مسدلة. كانت هناك موسيقى هادئة مسموعة؛ ليست موسيقى كنسية تماما، لكنها كانت تبدو مثل ذلك. كان تابوت تريسي لي أبيض ذا حواف ذهبية، متوافقا في لونه مع كل التطريز في المكان وورق الحائط. كانت به بطانة من الساتان القرنفلي المكشكش. وسادة من الساتان القرنفلي. لم يكن ثمة أي علامة على وجه تريسي لي. لم تكن تبدو في صورتها المعتادة؛ لأن الحانوتي كان قد زينها بنفسه. لكنها كانت ترتدي أقراطها المفضلة، المثلثة ذات اللون الفيروزي والهلالية الصفراء، قرطين في كل أذن. (لم يعجب ذلك بعض الأشخاص.) في الجزء من التابوت الذي كان يمتد من وسطها إلى أسفل، كان ثمة وسادة كبيرة على شكل قلب من الورود القرنفلية.
تراصت الفتيات في صف للتحدث إلى العائلة. صافحنهم، وعزينهم، مثلما كان يفعل الجميع. عندما فرغن من ذلك، عندما تركن جميعا الجدة تضغط بشدة على أياديهن الباردة بين يديها الدافئة، المنتفخة، المنمشة، تراصصن مرة أخرى ، على نحو غير مرتب إلى حد ما، وبدأن في المرور بجانب التابوت. كان العديد منهن يبكين الآن، ويرتجفن. ماذا يمكن أن يتوقع المرء في ظرف كهذا؟ فهن في نهاية الأمر فتيات صغيرات.
لكنهن بدأن في الغناء عند مرورهن بجانب التابوت. في صعوبة في البداية، في خجل، لكن في ثقة متزايدة بأصواتهن الحزينة، العذبة، كن يغنين:
الآن، بينما لا تزال الزهرة تتعلق بالكرمة،
سأتذوق حبات الفراولة الخاصة بك، سأشرب خمرك العذب ...
كن قد خططن للأمر بأسره، بالطبع، مسبقا؛ كن قد استمعن إلى هذه الأغنية من أسطوانة. كن يعتقدن أنها ترنيمة قديمة.
لذا، مررن الواحدة تلو الأخرى، يغنين وينظرن إلى أسفل إلى تريسي لي، ولوحظ أنهن كن يلقين بأشياء في التابوت. كن يخلعن الخواتم من أصابعهن والأساور من أيديهن، والأقراط من آذانهن. كن يخلعن العقود، وينحنين لجذب السلاسل وخيوط الخرز الطويلة فوق رءوسهن. وضعت كل منهن شيئا. كانت كل هذه الجواهر تومض وتتلألأ على جسد الفتاة الميتة، وترقد إلى جانبها في تابوتها. جذبت إحدى الفتيات دبابيس الشعر البراقة من شعرها، وألقت بها.
لم يتحرك أحد لإيقاف ذلك. كيف يمكن أن يقاطع أحد ذلك؟ كان الأمر بمنزلة طقس ديني. تصرفت الفتيات كما لو كن قد قيل لهن أن يتصرفن على هذا النحو، كما لو كان هذا هو ما يحدث دائما في مناسبات كهذه. غنين، وانتحبن، وألقين بمجوهراتهن. جعل الشعور بممارسة هذه الطقوس كل واحدة منهن متألقة.
لم تكن العائلة لتوقف هذا. كانوا يعتقدون أن الأمر جميل.
قالت أم تريسي لي: «كان المكان أشبه بالكنيسة»، وقالت جدتها: «كل تلك الفتيات الصغيرات الجميلات أحببن تريسي لي. إذا كن يردن أن يهبن جواهرهن حتى يظهرن مدى حبهن لها، فهذا شأنهن. ليس هذا شأن أحد آخر. أعتقد أن الأمر كان جميلا.»
صفحة غير معروفة