تقول ماري جو: «لن أفعل.» لكن من ستخبره عن هذا الشجار الصغير غير محدد المعالم ولماذا؟ «لا تخبري أحدا. أنا من الإسكيمو.»
بالطبع كانت ماري جو تعرف منذ أن سارت الفتاة في الممر وفتحت فمها أن كل أفكارها حيال الخان والزوجة المحظية هراء. تومئ برأسها، لكن كلمة «إسكيمو» تزعجها أكثر من الحقيقة نفسها. ليست هذه هي الكلمة المستخدمة الآن، أليس كذلك؟ «الإنويت». هذه هي الكلمة التي يستخدمونها الآن. «هو من الميتي. أنا من الإسكيمو.»
حسنا، إذن. ميتي وإسكيمو. رفقاء كنديون. انقلبت المزحة علي، تحدث ماري جو نفسها. في ذهنها، عليها أن تكتب خطابا مختلفا. «لا تخبري أحدا.»
تتصرف الفتاة كما لو كانت تعترف بشيء ما؛ سر مخز، خطأ قاتل. هي خائفة لكنها تحاول أن تبدو متماسكة. تقول مرة أخرى: «لا تخبري أحدا»، ثم تضع أصابعها لثوان معدودة على فم ماري جو. تستطيع ماري جو أن تشعر بحرارة بشرتها والارتعاشة التي تسري في أصابع الفتاة وجسدها بالكامل. تشبه حيوانا في حالة ذعر لا توصف.
تقول ماري جو مرة أخرى: «لا. لا، لن أفعل.» أفضل الأشياء التي تفعلها، هكذا تحدث نفسها، هو أن تتظاهر بأنها تفهم كل شيء ينطوي عليه هذا الرجاء.
تقول في نبرة حديث ودية: «هل ستذهبين إلى تاهيتي؟» تعلم كيف أن سؤالا عاديا في لحظة كهذه يمكن أن يجعل أي شخص يتخطى الرعب الذي يتملكه.
تتسع ابتسامة الفتاة كما لو كانت تقدر الغرض من السؤال، ومدى طيبته، على الرغم من أنه في حالتها غير كاف. تقول الفتاة: «إنه ذاهب إلى هاواي ... وأنا أيضا.»
تلقي ماري جو بنظرة عبر الممر. رأس الرجل يتدلى. ربما هو طريقه للحصول على غفوة. حتى عندما تستدير، تستطيع أن تستشعر حرارة الفتاة وارتعاشتها.
تقول ماري جو: «كم تبلغين من العمر؟» لا تعرف ماري جو حقيقة لماذا تسأل هذا السؤال.
تهز الفتاة رأسها، كما لو كان عمرها أمرا عبثيا وباعثا على الأسى. «أنا من الإسكيمو.»
صفحة غير معروفة