وتارةً من التاريخ، كقوله في رواية شداد بن أوس وغيره عام الفتح، وهي سنة ثمانٍ: «أفطر الحاجم والمحجوم»، ثم نسخ بقول ابن عباس في حجة الوداع، وهي سنة عشرٍ: «احتجم رسول الله ﷺ وهو محرمٌ صائمٌ» .
وتارةً بالإجماع، كحديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة، فإن إجماعهم على خلافه يدل على ناسخٍ يخالفه.
[الحديث الشاذ]
الحديث الشاذ قسمان:
أحدهما: هو الفرد المخالف للحفاظ.
والفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابرًا لما يوجبه التفرد، والشذوذ من النكارة والضعف.
وروي عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: قال الإمام الشافعي: ليس الشاذ أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ أن يروي ثقةٌ حديثًا يخالف ما روى الناس.
وحكى الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني نحو هذا عن الشافعي وجماعةٍ من أهل الحجاز، ثم قال: الذي عليه حفاظ الحديث أن الشاذ ما ليس له إلا إسنادٌ واحدٌ يشذ بذلك شيخٌ، ثقةً كان أو غير ثقةٍ، [فما كان
1 / 104