وصنف تصانيف كثيرة، شرح فصول ابن معط في النحو في مجلدين، وكتابا في علم البيان، وكتابا في العروض والقوافي، وكتابا في الفرائض منظوما، وكتابا في الجبر والمقابلة، ونظم علوم الحديث لابن الصلاح نظما حسنا، ونظم الفصيح وكفاية المتحفظ، وصنف كتابا جامعا في عشرين فنا، فيه أصول الفقه، وأصول الدين، والفقه، والنحو، والبيان، والمعاني، والعروض والقوافي، والحساب، والجبر والمقابلة، والهيئة، وعمل الاصطرلاب والساعات ، وغير ذلك من العلوم الرياضية والحكمية، والخلاف والجدل، وله كتاب مفرد في الهيئة، وله تصانيف غير ذلك.
وكان له شعر جيد حسن، ذو معان مليحة، وألفاظ جزلة فصيحة، وله مدائح في النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة مليحة جدا، وكان إذا حزبه أمر عمل شعرا كالقصص يرفعها في الليل إلا الله، ويجد بركة ذلك.
وكانت له اليد الطولى في التفسير، إذا ذكر منه الدرس يجمع المنقول كله، ويحقق المباحث أحسن تحقيق، وكان طويل الباع في المناظرة، عظيم التحقيق فيها، كثير الإنصاف، لا يبالي أظهر الحق معه أم مع خصمه، متواضعا في بحثه ودرسه، يسمع من أجاد من الطلبة الجيد والردىء، ويخاطب كلا بحسبه على ما يرضيه، ويتلطف مع الطلبة، ويحب أهل العلم، ويقرب المشتغلين، ويذاكر في كل وقت، وكان لا يخلو وقته عن استفادة من كبير أو إفادة لصغير أو تصنيف، يسهر أكثر الليل في كتابه العلم وتدوينه، ولا يستنكف عن طلب العلم كيف كان، وعن أخد الفائدة ممن كانت، وكتب شرحا لجملة أحاديث من الملخص للقابسي، كان يجمع فيها كل ما يمكن من كل نوع بحيث يأتي شرح العشرين حديثا فما دونها في المجلدة الكبيرة.
صفحة ٩١