والدهر قال مؤرخا سد بالظفر
سنة 1277
حال الزمان
هذا هو الرب القادر، والأسد الكاسر، والحسام الباتر. هذا هو الخصم والحكم، والحرب والسلم، والسيف والقلم. هذا هو الداء والدواء، والنعيم والشقاء، والراحة والعياء. هذا هو العدو والصاحب، والمطلوب والطالب، والمنهوب والناهب. هذا هو الحق والزور، والخير والشرور، والحزن والسرور. هذا هو الميزان والأوزان، والرجحان والنقصان، والطاعة والعصيان. هذا هو الظهور والخفاء، والخيانة والوفاء، والكدر والصفاء. هذا هو الوجوم والابتسام، والثواب والانتقام، والحلال والحرام. هذا هو الباب والطريق، والوحدة والرفيق، والفرج والضيق. هذا هو الزمان الغلاب، والشيخ المهاب، كاسر الأكاسرة، قاصر القياصرة، رافع الوضيع، خافض الرفيع، مفقر الأغنيا، مغني الفقرا، كاشف الأسرار، هاتك الأستار، ترجمان النوايا، قهرمان العنايا، دهقان الخبايا، محتد البلايا. إذا فرح أحزن، وإن قوى أوهن، ومتى منح أمحن. فلا يضرب إلا ليكف، ولا ينتقم إلا ليعف، ولا يواسي إلا ليأسي، ولا يذكر إلى لينبي، ولا يوجع إلى ليريح، ولا يسدل إلا ليزيح، ولا يأخذ إلا ليعطي، ولا يعلي إلا ليوطي، ولا يحصد إلا ليزرع، ولا يمنح إلا ليمنع، ولا يعدل إلا ليظلم، ولا يبني إلا ليهدم، ولا يرشد إلا ليضل، ولا يلهي إلا ليمل. ففيه اللهو والملل، والخيبة والأمل، والري والظماء، والشدة والرخاء، والثبوت والتقلب، والقهقرة والتغلب. أيان طال صال، وأينما طلب نال، وحيثما رمى أصاب، وكلما أكد أراب. فتركه طلب، وهدوه شغب، وصلاحه فساد، ونومه سهاد، ويقظته رقاد، وحلمه جور، ونجده غور، وسلسله دور، وسلمه قتال، ودوامه محال. ومن شأنه أنه كلما أعطى أطمع، وكلما طيب أفجع. ومما دهاني به في غالية، ما دعاني لهذه الأقوال القالية:
سطوة الزمان
جئت أرض الغيث كي أطفي الصدا
فطفت عزمي وزادت عطشي
وأطاشتني فصحت المددا
يا لراس عمره لم يطش
دور
صفحة غير معروفة