( وثالثها) ما رواه النووي([6]) وصححه عن إمام الحرمين([7]) إنها جسم لطيف شفاف مشتبك بالجسم كاشتباك الماء بالعود الأخضر فتكون سارية في جميع البدن. قال الباجوري: فإن قيل أنه يرد على ذلك إنه إذا قطع عضو حيوان لزم قطع نظيره من الروح أجيب بأن لطافتها تقتضي سرعة انجذابها وانضمامها من ذلك العضو المقطوع قبل انفصاله أو سرعة الالتحام بعد القطع. قال الباجوري: وهذا يقتضي انقطاع الروح ثم تلتحم سريعا والأول يقتضي عدم انقطاعها فهو أولى لان الأصل عدم الانقطاع ا. ه (وفيه) أنا لا نسلم أن الثاني أولى لان أصل بقاء جزء الروح في ذلك الجزء المقطوع انتقالها منه مفتقر إلى دليل وأيضا إن جزء الروح الذي قطع محله من الجسد لا يخلو إما أن يوجد له عضو آخر يحل فيه أو يحل في محل الجزء الآخر منها، فالأول ظاهر البطلان لانا نشاهد غن العضو المقطوع من البدن لم يبدل غيره مكانه، وأما الثاني فباطل أيضا لاستحالة حلول جسمين في مكان واحد فالتوقف أولى كما صرحنا به.
(واختلفوا) أيضا في محلها على أقوال.
(احدها) إنه البطن.
(ثانيها) هو القلب.
(ثالثها) مكان قريب من القلب ولا دليل على شيء من هذا كله قال الباجوري: وأما بعد الموت فأرواح السعداء بأفنية القبور على الصحيح وقيل عند آدم عليه السلام في سماء الدنيا، لكن لا دائما فلا ينافي إنها تسرح حيث شاءت وأما أرواح الكفار ففي سجين في الأرض السابعة السفلى محبوسة، وقيل أرواح السعداء بالجابية في الشام، وقيل ببئر زمزم، وأرواح الكفار ببئر برهوت في حضرموت التي هي مدينة في اليمن ا. ه. ولا دليل قطعي على شيء من هذه الأقوال أيضا فالواجب التوقف.
صفحة ٨٥