( قوله أفضلهم نبينا) أي محمد صلى الله عليه وسلم والإضافة لتشريف المضاف إليه لا للتخصيص لأنه رسول إلى كافة من الأولين والآخرين والجن، وفي الملائكة قولان ومعنى إرساله للأولين أنه لو وجد أحد منهم بعد بعثته ما وسعه([1]) إلا إتباعه كما يرشد إلى ذلك بعض الأحاديث النبوية، والدليل على أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء قوله تعالى ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده))([2]) فإنه ذكر أولا أخلاق الأنبياء ووصف كل واحد منهم بخلق يفهم اختصاصه به ثم أمر نبيه أن يتصف بجميع تلك الأخلاق ولا شك أن المتصف بجميعها أفضل من المتصف ببعضها، وقوله صلى الله عليه وسلم ((أنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر))([3]) أي ولا فخر فوق ذلك أو ولا فخر أعظم من ذلك أو ولا أقول ذلك فخرا وقوله عليه الصلاة والسلام ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))([4]) ينافي هذا ما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((لا تفضلوني على يونس بن متى))([5]) وقوله ((لا تخيروني على موسى))([6]) لاحتمال أن يكون قال ذلك تواضعا، أو قال قبل أن يعلم أنه أفضل منهم.
صفحة ٢٥