( والقدر) عبارة عن وجود جميع الموجودات في موادها الخارجية أو بعد حصول شرائطها واحدا بعد واحد (وقيل) إن (القضاء) هو الحكم الكلي الإجمالي على أعيان الموجودات بأحوالها من الأزل إلى الأبد مثل الحكم بأن كل نفس ذائقة الموت (والقدر) هو تفصيل هذا الحكم بتعيين الأسباب وتخصيص إيجاد الأعيان بأوقات وأزمان بحسب قابليتها واستعدادها المقتضية للوقوع منها، وتعليق كل حال من أحوالها بزمان معين وسبب مخصوص مثل الحكم بموت زيد في اليوم الفلاني بالمرض الفلاني (وقد) يطلق (القضاء) على الشيء المقتضي نفسه وهو في قوله عليه الصلاة والسلام ((اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء والرضى به لا يجب))([5]) على هذا المعنى ولذلك استعاذ منه والواجب والرضا بالقضاء أي بحكم الله وتصرفه وأما المقضي فلا إلا إذا كان مطلوبا شرعا كالإيمان ونحوه، وقد ورد أن الله تعالى يقول من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ إلها سوائي.
(والقدر) مرضي لأن التقدير فعل الله لا المقدر إذ يمكن أن يكون في تقدير القبيح حكمة بالغة (وسر القدر) هو أنه يمتنع أن تظهر عين من الأعيان إلا حسب ما يقتضيه استعدادها ا. ه من الكليات مع تصرف.
صفحة ١٥٨