( الجواب): فناء الرطوبة بالنار غير واجب عندنا بل هو بإفناء الله تعالى أو يفنيها ويخلق بدلها مثلها ا. ه عضد مع بعض تصرف (ثم طهر لي) في حكم هذه الفرقة أن يقال إنهم مشركون كما صرح السيد بخروجهم عن الإسلام لقوله تعالى ((لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين))([44]) ولأن تأويلهم هذا ليس بالتأويل القوي حتى يرفع عنهم حكم الشرك واستدلالهم العقلي إنما هو أمر فلسفي لا يثبت لقائله الحكم الإسلامي وهذا الحكم أيضا شامل لمن عذر المشرك إذا اجتهد فأخطأ بخلاف ما إذا لم يجتهد، ونسب هذا القول إلى الجاحظ([45]) والعنبري([46]) لأن هذا التفصيل لم يدل عليه دليل فهو راد للكتاب ومصادم له ولا ينفعهم كل مجتهد مصيب، لأنه خاص فيما يجوز فيه الاجتهاد، وإلا لزم تعارض الأصول القطعية وتضادها على أنه لا يقاومها فإن خبر الآحاد لا يوجب علما، على تقدير أنه موجب للعلم فلا يوجب العلم القطعي بل الظن فقط ويلزم أرباب هذا القول أن يعذروا بعض من قاتل محمدا صلى الله عليه وسلم فإن منهم المجتهدين وليس كلهم معاندين، وإذا سلموا هذا لزمهم بأن إرسال الرسل عبث لأن من اجتهد فهو سالم، وإن خالف نبيه وقاتله وهذا ظاهر البطلان كما ترى.
(قوله وقت على النار بلا تأجج) أي بلا توقد أي زعموا أن النار يأتي عليها وقت أي مدة ينطفي لهبها فلا توقد فيها فلا عذاب على أحد هنالك.
(وهكذا من قال كل يدخل=
فيها سعيد وشقي مبطل)
(ومن يقل دار الخلود فانية=
أو أهلها ففاسق علانية)
صفحة ١٤٠