( قوله من قد وفى بعهده المسؤول) أي عنه أي يرد الحوض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من جاء موفيا بعهده الذي أخذه الله ورسوله، وهو الطاعة فمن أوفى بها ورد الحوض ودخل الجنة بفضل الله تعالى ومن لا فلا والمراد بالموفى بالعهد هو من مات على الطاعة مطلقا، أي سواء كان مطيعا فيما مضى من عمره أم عاصيا وفي البيت تخصيص ورود الحوض بالموفين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما روي عنه عليه الصلاة والسلام ((ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله فقال رجل: يا نبي الله تعرفنا، قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من إثارة الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون إلي فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني مالك فيقول وهل تدري ما أحثه بعدك..؟ ))([8]) الحديث وفي رواية عنه عليه الصلاة والسلام: ((إني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة فبينما أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتم خرج رجل بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: إلى أين..؟ فقال على النار والله فقلت ما شأنهم فقال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتم خرج رجل بيني وبينهم فقال لهم: هلم قلت إلى أين..؟ قال: إلى النار والله قلت ما شأنهم..؟ فقال إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم))([9]) يعني أن الناجي منهم قليل كضالة النعم بالنسبة إلى جملتهم، وقد ورد أن لكل نبي حوضا ترده أمته، فعن الحسن مرفوعا ((إن لكل نبي حوضا وهو قائم على حوضه وبيده عصا يدعو من عرفه من أمته إلا وأنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تبعا))([10]) وفي أثر حوضه صلى الله عليه وسلم أعرض الحيضان وأكثرها واردا.
---------------------------------------------------------------------- -----
[1] سورة الحاقة آية رقم 19 و25 وتكملة الآية (_ فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه)
[ 2] سورة الإسراء آية رقم 13
صفحة ١١٣