353

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

وقال يمدح النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) (1):

أضاء بك الأفق المشرق

ودان لمنطقك المنطق

وكنت، ولا آدم كائنا

لأنك من كونه أسبق

ولولاك لم تخلق الكائنات

ولا بان غرب ولا مشرق

فميمك مفتاح كل الوجود

وميمك بالمنتهى يغلق

تجليت- يا خاتم المرسلين

-بشأو من الفضل لا يلحق

فأنت لنا أول آخر

وباطن ظاهرك الأسبق

تعاليت عن صفة المادحين

وان أطنبوا فيك أو أغمقوا

فمعناك حول الورى دارة

على غيب أسرارها تحدق

وروحك من ملكوت السما

تنزل بالأمر ما يخلق

ونشرك يسري على الكائنات

فكل على قدره يعبق

إليك قلوب جميع الأنام

تحن وأعناقها تعبق

وفيض أياديك في العالمين

بأنهار أسرارها يدفق

وآثار أياديك في العالمين

على جبهات الورى تشرق

فموسى الكليم وتوراته

يدلان عنك إذا استنطقوا

وعيسى وإنجيله بشرا

بأنك «أحمد» من يخلق

فيا رحمة الله في العالمين

ومن كان لو لاه لم يخلقوا

لأنك وجه الجلال المنير

ووجه الجمال الذي يشرق

وأنت الأمين وأنت الأمان

وأنت ترتق ما يفتق

أتى (رجب) لك في عاتق

تقيل الذنوب، فهل تعتق؟

وقال في مدح علي (عليه السلام) وبيان فضله (2):

يا منبع الأسرار يا سر

المهيمن في الممالك

صفحة ٣٧٠