وأما العلوية ففرقها ثلاثة: الزيدية، والغلاة، والإمامية الاثنا عشرية.
فالزيدية قالوا بإمامة علي والحسن والحسين وزيد بن علي. وهم خمسة عشر فرقة:
البترية، والجارودية، والصالحية، والحريزية، والصاحبية، واليعقوبية، والأبرقية، والعقبية، واليمانية، والمحمدية، والطالقانية، والعمرية، والركبية، والخشبية، والحلسفية؛ والكل منهم لا يثبتون للإمام العصمة. ويقولون: إن الإمامة مقصورة على ولد فاطمة (عليها السلام)، ومن قام منهم داعيا إلى الكتاب والسنة وجبت نصرته، ومنهم من يرى المتعة والرجعة، والمحمدية منهم يقولون: إن محمد بن عبد الله ابن الحسن حي لم يمت، وإنه يخرج ويغلب، وهم الجارودية؛ والعمرية يقولون: إن يحيى بن عمر الذي قتل أبوه بسواد الكوفة حي لم يمت، وانه يخرج ويغلب. أما الصالحية فهم أصحاب الحسن بن صالح ويعرفون بالسرية، وهم يرون أن عليا أفضل الأمة بعد نبيها، لكنهم لا يسبون الشيخين، ويقولون إن عليا بايعهما بيعة صلاح، ويقولون إن عليا لو حاربهما أحل دماءهما لكنه (1) امتنع، وينكرون المتعة والرجعة.
والأبراقية هم أصحاب عباد بن أبرق الكوفي، وهم يخالفون الجارودية ولا ينكرون على الشيخين، ولا يرون المتعة والرجعة، والحريزية وهم أصحاب حريز الحنفي الكوفي، وهم كالصالحية لكنهم يزعمون أن عليا لو امتنع من بيعة الشيخين أحل دمهما، وهؤلاء يبرءون من عثمان، ويكفرون أصحاب علي، ويدينون مع كل داع دعا بالسيف من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
الثاني من الشيعة الكيسانية وهم أربع فرق: المختارية، والمكرية، والإسحاقية، والحزنية.
الثالث من الشيعة الغلاة وهم تسع فرق: الواصلة، والسبأية (2)، والمفوضة، والمجسمة، والمنصورية، والعراقية، والبراقية، واليعقوبية، والعمامية، والإسماعيلية، والداودية، واتفق الكل من هؤلاء على إبطال الشرائع.
وقالت فرقة منهم: إن الله يظهر في صورة خلقه، وينتقل من صورة إلى صورة، ولكل صورة يظهر فيها باب وحجاب، إذا عرفها الإنسان سقط عنه التكليف، وهؤلاء خالفوا العقل
صفحة ٣٣٤