شيخ المجاهدين عمر المختار
اتركوه.. لا تقتلوا شيخا كبيرا جاوز السبعين من عمره.. أي ذنب جناه؟! لم يفعل شيئا سوى أنه دافع عن تراب وطنه وعزة دينه!! لم يستجيبوا لنداء الرحمة.. أعدموه وسط أهله وعشيرته.. لم يتركوهم ليعبروا عن أحزانهم.. حبسوا دموعهم في عيونهم.. قتلوا البطل المجاهد.. قتلوا العزة والكرامة.. ألا ساء ما يفعلون!! وهب حياته من أجل حرية بلاده والجهاد في سبيل الله، وتمنى أن يلقى الله شهيدا فحقق الله أمنيته.
ولد في (البطنان) ببرقة الليبية عام 1275ه/1858م لأبوين صالحين، وشاءت إرادة الله أن ينشأ (عمر المختار) يتيما، فقد توفي والده أثناء سفره إلى الحج بعد أن أوصى أحد رفاقه بولديه عمر، ومحمد، وكانا يقيمان ب (زنزور) يدرسان بزاويتها.
ذهب عمر إلى زاوية (الجغبوب) لإتمام دراسته، وظل بها ثمانية أعوام يحفظ القرآن الكريم، ويتعلم العلوم الإسلامية وخلال الدراسة ظهرت صفاته الخلقية السامية، ولما كان عمر المختار قد تأدب بآداب الإسلام، فقد أحبه شيوخ الطريقة السنوسية وزعماؤها الذين كانت لهم مقاليد الأمور في ليبيا، ونال ثقتهم، ولذلك اصطحبه السيد محمد المهدي السنوسي معه عندما انتقل إلى (الكفرة) وكان محل ثقته، كما عينه شيخا لزاوية القصور بالجبل الأخضر.
واحتل الاستعمار الإيطالي ليبيا سنة 1911م، وارتكبوا الكثير من الفظائع، وعاثوا في الأرض الفساد، وبدأ نضال المجاهدين من أبناء ليبيا، ودعا الزعماء السنوسيون في بني غازي وغيرها شيوخ الزوايا للجهاد، وأسرع عمر المختار يلبي النداء، وأظهر في كفاحه ضد المستعمر الغاصب شجاعة نادرة، ومقدرة كبيرة على القتال، فقد كان مؤمنا بحق وطنه في الحرية والكرامة.
وتولى عمر المختار قيادة المجاهدين، وبدأ في رسم الخطط لأتباعه، وقد التزم في بداية الأمر موقف الدفاع والتربص بالعدو، حتى إذا خرج الجنود الإيطاليون من مواقعهم؛ انقض المجاهدون عليهم كالصقور، فقاتلوهم قتالا شديدا، وأخذوا منهم ما يحتاجون إليه من أسلحة، وبعد أن بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، فاجأ المجاهدون المعسكرات الإيطالية، وأشعلوا الثورة في الجهات التي يحتلها الإيطاليون.
وسافر الأمير إدريس السنوسي إلى مصر في سنة 1922 للعلاج، ولطلب المساعدة من مصر، فعين عمر المختار نائبا عنه، نظم عمر المختار صفوف المجاهدين بعد هجمات الإيطاليين المتتالية، وأخذ مجموعة المجاهدين، وذهب بهم إلى الجبل الأخضر، وأنشأ قاعدة عسكرية، ومراكز لتدريب المتطوعين، فتوافد عليه الناس من كل ناحية؛ ليشاركوا في الجهاد ضد المستعمر.
فعين لكل قبيلة رئيسا منها، وأجمع الرؤساء على أن يكون عمر المختار قائدا عاما ورئيسا لكل المجاهدين، بعد أن أقسموا على الجهاد حتى آخر لحظة في حياتهم، حتى يخلصوا وطنهم العزيز من أنياب المستعمر، وازداد القتال شراسة بين المجاهدين والإيطاليين، وكانت معركة (الرحيبة) ومعركة (عقيره المطمورة) و(كرسة) وهي أسماء أماكن في الجبل الأخضر.. من أعظم تلك المعارك التي شهدتها منطقة الجبل الأخضر، وانتهت كلها بانسحاب الإيطاليين مخذولين، مما رفع من شأن عمر المختار في نفوس المجاهدين، فالتفوا حوله، وتعاهدوا على مناصرته.
لم يركن البطل عمر المختار إلى الراحة، بل ظل يقاتل، وكيف لا يستمر في القتال وأمام عينيه صور الفظائع والانتهاكات وأصناف العذاب التي صبها الإيطاليون على شعبه، فقد قتلوا الآلاف، ومثلوا بالكثيرين، وهتكوا أعراض النساء، وألقوا في السجون أعدادا عظيمة من الرجال والنساء، وأذلوا الشيوخ والأطفال، وحرقوا الزروع والثمار، فكان لابد من القتال حتى الموت أو النصر، وبعد أن انتشر القتال في كل أنحاء ليبيا، قرر عمر المختار الذهاب إلى مصر لمقابلة الأمير إدريس السنوسي ليتلقى منه التعليمات بشأن الجهاد.
وفي طريق عودته من مصر إلى برقة عن طريق السلوم أبلغ جواسيس الجيش الإيطالي رؤساءهم أن عمر المختار عبر الحدود الشرقية، فأعدوا له كمينا للقبض عليه، وما إن ظهر عمر المختار ورفاقه حتى أطلق عليهم العدو مدافعهم الرشاشة، لكن المجاهدين استطاعوا التصدي لهم وانقضوا على القوة الإيطالية وأبادوها عن آخرها، ولمع اسم عمر المختار في سماء الجهاد.. عرفه الصغير والكبير كقائد بارع يتقن أساليب الكر والفر، وانضمت إليه القبائل المقيمة بالجبال، وتعاطف معه الشعب؛ فأمدوه بما يقدرون عليه من مؤن وأسلحة.
ولم يعرف المجاهد الكبير طعم الراحة، وحاول مشايخ قبيلته، ذات مرة منعه من الجهاد لكبر سنه، فقال لهم: (إن ما أسير فيه هو طريق الخير، ومن يبعدني عنه فهو عدو لي، ولا ينبغي لأحد أن ينهاني عنه).. ولم تفلح مدافع الجيش الإيطالي في وقف هجمات عمر المختار ورفاقه، فحاولوا استمالته وشراءه بالمال، ووعدوه بحياة ناعمة هنيئة، لكنه رفض، وأخذ يدافع عن تراب وطنه بكل قوة وشراسة، وألحق بالإيطاليين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مما دفع (موسوليني) إلى تعيين المارشال (بادوليو) حاكما على (طرابلس وبرقة) وبمجيئه إلى ليبيا بدأت مرحلة جديدة من النضال في (برقة والجبل الأخضر).
واتصل الحاكم الجديد بعمر المختار لإنهاء الخلاف، وقبل عمر بشروط فيها الكرامة والعزة لوطنه، لكن الإيطاليين حاولوا خداعه، وتأكد غدرهم عندما قامت الطائرات الإيطالية بإلقاء قذائفها على عمر المختار ورفاقه من المجاهدين، فبدأ النضال من جديد!!
اشتبك المجاهدون مع الإيطاليين في معركة كبيرة في أكتوبر عام 1930م، وقد عثر الإيطاليون بعد انتهائها على نظارة عمر المختار، كما عثروا على جواده المشهور مقتولا في ميدان المعركة، فقال (جرازياني) نائب المارشال بادوليو متوعدا: لقد أخذنا اليوم نظارة عمر المختار، وغدا نأتي برأسه، وظل عمر المختار يقاومهم وهو متسلح بالإيمان حتى وقع البطل في الأسر؛ ففرحت إيطاليا كلها فرحا شديدا.
ودعيت المحكمة إلى الانعقاد، ونصبت المشنقة، وجاءوا بالبطل الكبير عمر المختار مقيد اليدين بالسلاسل والقيود، وحكموا عليه بالإعدام شنقا في محاكمة صورية لم تستغرق سوى ساعة وربع الساعة، وكان الشيخ آنذاك في السبعين من عمره، وسار المجاهد الكبير إلى حبل المشنقة بقدم ثابتة وشجاعة نادرة، لا يتوقف لسانه عن ترديد الشهادتين؛ حتى نفذ فيه حكم الإعدام، وعندما وجدوا أنه لم يمت أعادوا شنقه مرة ثانية.
واستشهد البطل بعد أن غرس الحرية والكرامة في نفوس شعبه، وحقق الله ما نتمناه، فقد أشرقت شمس الحرية على ليبيا من جديد، ورحلت إيطاليا عنها، وحصلت على استقلالها 1951م ولا ينسى العالم الإسلامي عامة والشعب الليبي خاصة واحدا من أبرز مجاهديها، بعدما ضحى بكل ما يملك في سبيل نصرة الإسلام، واستقلال وطنه
----------------
فعمر المختار هو: الشيخ المجاهد عمر بن مختار بن عمر المنفي: ينتمي إلى قبيلة منفة. التي تتنقل في بادية برقة، ولد عام 1275ه في "البطنان" ببرقه، وتعلم في زاوية السنوسيين في "جغبوب" وجعله محمد المهدي الإدريسي شيخا على زاوية "القصور" بالجبل الأخضر قرب "المرج" وسافر معه إلى السودان، وتسلم مشيخة زاوية "كلك" حتى عام 1321ه، حيث رجع إلى برقه، وإلى مشيخة زاوية "القصور"، خرج لجهاد الطليان بعد أن احتلوا مدينة "بنغازي" عام 1329ه، وصمد للعدو صمودا منقطع النظير.
وبينما هو في سرية من رجاله تقدر بخمسين فارسا بناحية "سلنطة" بالجبل الأخضر، يستطلع مواقع العدو فوجئ بقوة من الأعداء أحاطت به، فقاتلها، واستشهد أكثر من كان معه، وأصيب هو بجراح، وعقر جواده، فانقض عليه الطليان، وحملوه أسيرا، وهم لا يعرفونه، وحمل إلى "سوسة"، ثم عرفوه، فنقلوه بطراد إلى بنغازي، وسجن أربعة أيام، ثم حققوا معه، فكان مثال المسلم، وأجاب بصراحة ووضوح، ثم أعدم شنقا في مركز "سلوق" ببنغازي، وذلك عام 1350ه، فكان عمره خمسا وسبعين عاما، ومع ذلك كان يجاهد على جواده، ويقوم بنفسه باستطلاع العدو رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته آمين. عن التاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر ج 14 ص 23 .
العلماء والجهاد ( 3 ) عمر المختار
من التلاميذ النجباء الصادقين للإمام أحمد السنوسي ، الشيخ عمر المختار ، الذي سطع نوره ولمع نجمه في الانتصار الساحق الذي حققه الله تعالى على يده في المعركة ضد الاحتلال الإيطالي ، بعد أن تولى قيادة المجاهدين في برقة إثر انسحاب القائد عزيز المصري ، فشكل جيشا وطنيا جعل من خطته الدفاع والتربص بالعدو ، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة ، وغنموا منهم أسلابا كثيرة أمدتهم في الحقيقة بأكثر الأسلحة والعتاد ودواب النقل ، مما كانوا في حاجة ملحة إليه جميعه ، وظل الحال على هذا المنوال حتى نشبت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914م.
واستمرت المعارك بعد ذلك بينه - رحمه الله - وبين الأعداء ، وكتب الله تعالى له النصر والظفر كلما دخل معركة حتى أدخل تغييرا على الموقف في برقة وأحيى آمال السنوسيين في القدرة على مواصلة الكفاح بنجاح ضد إيطاليا .
وفي يوم 11 سبتمبر 1931م وقع أسيرا بيد الأعداء بعد أن جرح واستشهد من معه من المجاهدين .
وقال في كلمته التي خاطب بها الأعداء : " إن القبض علي ووقوعي في قبضة الطليان إنما حدث تنفيذا لإرادة المولى عز وجل ، وأنه وقد أصبحت الآن أسيرا بأيدي الحكومة ، فالله سبحانه وتعالى وحده يتولى أمري ، وأما أنتم فلكم الآن وقد أخذتموني أن تفعلوا بي ما تشاؤون ، وليكن معلوما أني ما كنت في يوم من الأيام لأسلم لكم طوعا " .
لله در هذه الروح الإيمانية العالية التي لم تعرف الخور ولا الجبن وأني للخور والجبن أن يدخلا في ذلك القلب الطاهر .
ثم حوكم على طريقة الكافر المستعمر ونصبت المشنقة قبل المحاكمة ، وأمام الجموع الغفيرة التي أجبرت على الحضور .
نفذ في الشيخ عمر المختار حكم الإعدام ولسانه وقلبه وحاله يردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
الذكرى السبعين لمقتل المجاهد عمر المختار
أقيم في ليبيا احتفال كبير بالذكرى السبعين لمصرع شيخ المجاهدين عمر المختار ، وأقيم الاحتفال في مدينة "سلوق" جنوبي مدينة بنغازي ، حيث نفذت فيها القوات الإيطالية حكم الإعدام شنقا .
وقد ألقى الرئيس القذافي خطابا تحدث فيه عن القيم والعبر الكبيرة التي نستخلصها من هذه الذكرى التي اقترفت فيها إيطاليا الاستعمارية عام 1931م ، هذه الجريمة في حق شيخ مسن كان يدافع عن حرية وعزة وطنه ، عبر محاكمة صورية عسكرية عقدت لفترة قصيرة جدا لم تتجاوز الساعة ، مما يؤكد أن الحكم بإعدام شيخ المجاهدين عمر المختار كان جاهزا .
وأكد القذافي أن الذكرى السبعين لمقتل عمر المختار فتحت الصفحة المأسوية من التاريخ ، وبينت الظلم والاستعمار والاستعباد .
وكان عمر المختار قد ولد في قرية (جنزور) بمنطقة (دفنة) عام 1376ه الموافق 1858م قرب مدينة طبرق المرفأ البحري بالمنطقة الشرقية في الجماهيرية العربية الليبية.
وتوفى والده (المختار) ووالدته (عائشة) وهما في طريقها للأراضي المقدسة لآداء فريضة الحج ، وينتمي إلى قبيلة المنفى ، وهي إحدى القبائل الليبية بالمنطقة الشرقية
وقد نشأ عمر المختار نشأة إسلامية ، وتلقى دروسه الشرعية في كتاتيب قرية جنزور ، ثم زاوية الجغبوب ، إحدى الواحات الليبية المتاخمة للأراضي المصرية ، وقضى (8) سنوات في تحصيل العلوم الإسلامية ، عمل بعدها معلما لتحفيظ القرآن الكريم ، وتدريس العلوم الشرعية في عدة زوايا ، كما كان شيخا على زاوية القصور بمنطقة الجبل الأخضر ، لتعليم مبادئ الدين الإسلامي ، وتحفيظ القرآن الكريم .
وكان له دور مماثل في الأراضي السودانية ، ففي عام 1313ه/1895م سافر عمر المختار إلى السودان ، حيث ساهم في تدريس العلوم الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم ، كما شارك في الجهاد ضد الفرنسيين في جنوب السودان الغربي ، وفي نيجيريا ، وحارب الإنجليز في مصر ، ثم رجع بعدها إلى ليبيا .
وفي عام 1911م عندما هاجمت القوات الإيطالية الغازية ليبيا ودخلت المدن الساحلية ، ومن بينها مدينة بنغازي نهض الشيخ مع المجاهدين الليبيين في كل بقعة من تراب الوطن للدفاع عن البلاد.
ورغم تقدم سن الشيخ عمر المختار (سبعون عاما) إلا أنه قاد حركة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي في منطقة الجبل الأخضر المنطقة الشرقية وخاض مع رفاقه المجاهدين 236 معركة خلال عشرين شهرا ولم يتمكن الطليان من أسره حتى يوم 11/10/1931م ، حيث أسر عمر المختار أثناء معركة (بئر قندولة) التي استمرت 48 ساعة في منطقة الجبل الأخضر ، واقتيد الشيخ إلى مرسى مدينة (سوسة) وحمل على الطراد (أوسبني) حتى مدينة بنغازي .
وجاء قائد القوات الإيطالية الغازية غراسياني من إيطاليا لمحاكمته بمقر الحزب الفاشيستي الإيطالي في بنغازي .
وأصدرت المحكمة العسكرية الصورية حكمها بالاعدام شنقا ونفذت إيطاليا جريمتها النكراء في الشيخ في مدينة "سلوق" بعد أن جمعت أكبر عدد من الليبيين من الشيوخ والنساء والأطفال بالقوة لمشاهدة هذه الجريمة البشعة ، في حق شيخ مسن يدافع عن حرية وكرامة بلاده
وسقط الشيخ بعد أن سطر ورفاقه المجاهدين الليبيين صفحة بيضاء رائعة في تاريخ الجهاد العربي الإسلامي ، والكفاح والتضحية في سبيل الله .
وقد وقع هذا الخبر المحزن "إعدام الشيخ" ، على أبناء الأمة العربية والإسلامية ، كالصاعقة فأبنه ورثاه الأدباء والكتاب والشعراء وغيرهم ، حيث رثاه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة طويلة تقول بعض أبياتها :
ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد بين الشعوب مودة وإخاء
خيرت فأخترت المبيت على الطوى لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما ليس البطولة أن تعب الماء
كما سمي باسمه عدد من الشوارع والهيئات الخيرية في الوطن العربي والإسلامي ، منها على سبيل المثال شارع عمر المختار في مدينة غزة بفلسطين المحتلة ، التي تعيش اليوم شرف الجهاد الإسلامي المقدس .
وقد تم تسجيل هذه الملحة الجهادية في حياة الشيخ ورفاقه المجاهدين الليبيين ضد الغزو الإيطالي في فيلم وثائقي تحت عنوان (عمر المختار ) بثلاث لغات (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية) بالإضافة إلى العربية ، حيث وجد إقبالا كبيرا في عدة بلدان ، خاصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا وإيطاليا والدول الأفريقية والأسيوية
صفحة ٤٩