26

مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب

محقق

الدكتور نجم عبد الرحمن خلف

الناشر

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية - الرياض - طريق الحجاز

تصانيف

الفقه
فنهى الله ﷾ على لسان ِرسوَله عن نوعي الفخر والبغَي اللذين هما الاستيطال على الخلق، فَمَنْ استطالَ بحقٍ فقدْ افْتَخَرَ، وإنْ كانَ بغير حقٍ لقدْ بَغَى، ولا يحلُ. هذا ولا هذا. ولو كان الفخرُ بالحسب أو النَسَب لكان لليهود فخرّ وأيُ فخر، فهم أولادُ يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق: ذبيح الله بن إبراهيم: خليل الله، إنًما الفَخْر بتقوى الله وطاعتِهِ، بامتثالِ أوامره، واجتناب نواهيهِ، ولهذا قال - (-: (يا فاطمةُ بنتَ محمدٍ لا أغني عنك مِنَ اللهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ عمٌ رسولِ الله لا أغني عنكَ مِنَ الله شيئًا، يا صفيةُ عَمَةَ رسوَل الله - (- لا أغني عنك مِنَ الله شيئًا) . ففي ذلك تنبيه منه ﵇ لمن انتسبَ لهؤلاء الثلاثةِ أنْ لا يغتروا بالنَسبِ ويتركوَا الكَلِمَ الطَيب، والعملَ الصالح. نَعَمْ مَنِ اتَقى الله - تعالى - من العَرَبِ فقد حَازَ فضيلةَ التقوَى، وفضيلةَ النَسبِ، ومَنْ لم يَتَقِ الله فهوَ إلى البهائم أقرب. قال الله تعالى: (أنْ هًمْ إلا كالأنْعَام بَلْ هُمْ أضَلّ سَبيلا) . وقال تعالى: (وَلَعَبْدُ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ) . فالفضلُ الحقيقي هو اتَباعُ ما بعثَ الله - تعالى - به محمدًا مِنَ الإيمان ِوالعلمٍ باطنًا وظاهرًا، لا أنَهُ (بمُجَرَّد) كون الشخص عربيًا أو عجميًا أو أسوَدَ أو أبيض أو بدويًا أو قَرَويًا. وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رض الله عنه - قال: (كُنَّا جلوَسًا عند النبي

1 / 54