بعضهم إنّ الخلائق العالية الروحانية- وهم الملائكة- اثنا عشر صفّا حذاء البروج الاثني عشر، وإنّهم نوريّون جعل الله فيهم حولا وقوّة يقدر أحدهم أن يلج في سمّ الخياط لطفا ويخوض في تخوم الأرض والبحار نوره. وزعم أهل الطبائع أن الفلك حيّ مميّز ذو صورة وأنّ الكواكب ذوات صور حيّة ناطقة حسّاسة.
٢٣ وروى وهب بن منبّه أنّ النبيّ ﷺ قال: إنّ لله ﷿ ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا منها عالم واحد، وما العمران في الخراب إلّا كحبّة خردل في كفّ أحدكم. وفي الحديث أنّ لله ﷿ مدينتين واحدة بالمشرق واسمها جابلقا والأخرى بالمغرب واسمها جابرصا، طول كلّ واحدة اثنا عشر ألف فرسخ، ولكلّ مدينة عشرة آلاف باب يحرس كلّ باب كلّ ليلة عشرة آلاف رجل لا تلحقهم النوبة إلى يوم القيامة، الرجل منهم يعمر ستّة آلاف سنة إلى ما دونها، وهم يأكلون ويشربون ويتناكحون وفيهم حكم كثيرة. والمدينتان خارجتان من الدنيا لا يرون شمسا ولا قمرا ولا يعرفون إبليس ولا آدم يعبدون الله، وإنّ لهم نورا يسعون فيه من نور الله من غير شمس ولا قمر. قال رسول الله ﷺ: مرّ بي جبريل عليهم فآمنوا بي فدعوتهم إلى الله ﷾، فأجابوا فمحسنهم مع محسنكم ومسيئهم مع مسيئكم.
ذكر إبليس
«١» ٢٤ كان الله قد شرّفه وملّكه سماء الدنيا والأرض وجعله مع ذلك من خزنة الجنان. وقال ابن عبّاس ﵄: ولذلك سمّوا جنّا. قال ابن
1 / 57