يحوصل ويغيّر ترتيب الكلمات والجمل ويعوض الكلمة بمرادفها بل قد يمزج بين مصادر مختلفة ويؤلف نصا جديدا بالاضافة إلى ما قلناه من قبل من أن بعض الأقسام منقوصة واختصرت إلى حدّ أنها أصبحت مبهمة. فهل كان يجب أن يترك النص على حاله أم نحاول إرجاعه إلى صيغته الأولى ان لم يكن بصورة كاملة فعلى الأقلّ بصورة جزئية؟
ولقد اخترنا هذا الحل الأخير وبيّنا بصورة واضحة الإضافات التي اضطررنا إلى إدخالها بوضعها بين معقفين أو بكتابتها بأحرف أصغر. وفضلنا في بعض الأحيان أن نترك نص المخطوطات كما هو إذ أنه حرّف إلى حد يعسر معه الاهتداء إلى الصيغة الأصلية ومثال ذلك التحليلات المتعلقة بتكوّن الجنين وبالتبت والصين المستمدّة من مروج المسعودي «١» وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما يتعلق بجبال مكة ونجد، أصله في أخبار مكة للأزرقي أو ما يتصل بوصف الأندلس.
أما بالنسبة إلى الاستشهادات الشعرية فإن البكري يختلف في الغالب عن المصادر من حيث الألفاظ ونقص الأبيات أو تغيّر ترتيبها والمزج بين أقسام مختلفة من أبيات الشعر في بيت واحد الخ.. فهل ترجع هذه التغييرات إلى البكري أم إلى النساخ؟ لقد اتبعنا في التحقيق القاعدة التالية: إصلاح حالات الخطأ الواضح: نص غير مفهوم أو بحر غير مستقيم، أما فيما عدا ذلك فاننا اتبعنا قراءة مخطوطات المسالك وأحلنا في الهوامش على قراءة الأصول.
٢) الرسم والنحو:
بالاضافة إلى ما ذكرناه من اختلافات بين الأصول والنص المأخوذ عنها وجدنا صعوبات أخرى تتمثل في اختلاف المخطوطات وأخطاء النحو والرسم وبما أن عملنا يهدف إلى الوصول إلى نص واضح ومقروء للمسالك لا إلى دراسة وضعية للغة العربية في الفترات التي نسخت فيها المخطوطات فإننا رأينا من الصالح أن نهمل عديد القراءات وأخطاء النسخ خاصة الرسمية منها حتّى لا نثقل الهوامش بصورة مبالغ فيها، وهذه الأخطاء الأكثر ترددا والتي لم نشر اليها في التعاليق:
1 / 32