Whitehall
في 1655 نقطة التحول في حالة اليهود، فلئن كان المؤتمر لم يصدر قرارات منتجة، إلا أن القضاة قد قرروا أنه ليس ثمة عقبة تحول دون عودة اليهود إلى إنجلترا، ثم إن تشارلس الثاني قد تابع سياسة التسامح التي كان يجري عليها كرومويل. على أنه لم تتخذ أية خطوة جدية لتحرير اليهود إلى أن جاء قانون 1753م. وفي 1830م أصدر روبرت جرانت أول قانون في سبيل التحرير. وفي 1858-1860م حصل اليهود على جمعية الحقوق البرلمانية. وفتح لليهود باب وظيفة
Sheriff
أو محافظ المدينة في 1837م، وقد منح موسى مونتيفيور، شريف لندن، رتبة الشرف في 1837م، ومنح سير أ. ل. جولد سميد بارونا في 1841م، وانتخب البارون ليونيل دي روتشيلد عضوا في البرلمان في 1847م، ولو أنه لم يستطع أن يؤدي مهمته، وأصبح الدرمان «سير دافيد» سالومونر لورد مايور لندن؛ أي محافظ لندن
1
في 1855م، وفرنسيس جولد سميد سيرا في 1858م، وفي 1873م عين سير جورج جيسيل قاضيا. وكان لورد روتشيلد أول لورد يهودي في مجلس اللوردات في 1886م، هذا وقد انتخب عدد من اليهود نوابا وعين المستر هربرت صمويل وزيرا في 1909م، وسير ماثيوناتان حاكما لهونج كونج وناتال، وسير جولياس فوجيل وف. ل. سولومون رأسا الوزارة في المستعمرات. ويستمتع اليهود في المستعمرات البريطانية بحقوق المواطن. بل إن المستعمرات حررت اليهود قبل أمها إنجلترا. واستوطن اليهود كثيرا فيها منذ عهد وولف، ومنذ 1832م خولوا الجلوس في البرلمان الكندي، ولهم في كندا مزارع.
أما أستراليا فقد رحبت بهم، وفي سيدني أقدم جمعية للجالية اليهودية في سنة 1817. وفي ملبورن في 1844، وفي 1870م ألغيت كل القيود عن اليهود في أكسفورد وكامبردج، وأصبحوا ينتخبون للأستاذية ومناصب الجامعتين.
وفي سنة 1841م، أنشئت جمعية إصلاحية مستقلة، وكان «الحاخام» رئيسا لجماعة اليهود في إسبانيا والبرتغال. وفي سنة 1870م كان للحاخام الأكبر السلطة الاسمية على يهود الأقاليم والكنائس والطقوس اليهودية، وهو رئيس ديني للمعابد المتحدة، وقد أنشئ منصبها في 1870م وهي جماعة العاصمة، وكذلك لاتحاد المعابد، وتشترك الجمعيات اليهودية الإقليمية في انتخاب الحاخام الأكبر. وفي 1909م عقد أول مؤتمر من اليهود في لندن، وكان أعضاؤه من الأغنياء أصحاب المنشآت التعليمية، وتألف مجلس لليهود في 1859م وكلية اليهود في 1855م، والجمعية التاريخية اليهودية في 1893م. وبرز بين اليهود الإنجليز س. ج. مونتيفور في العلوم الفلسفية والنظرية، وفي الأدب إسرائيل زانجويل وألفريد سوترو. وفي الفن س. هارت ور. أ. وس. ج. سولومون. وفي الموسيقى جولياس بنيديكت وفريدريك هايمين كووبين، واشترك أكثر من ألف يهودي إنجليزي ومن يهود المستعمرات في حرب جنوب أفريقيا، وقد كان من أثر هجرة يهود روسيا صدور قانون 1905م. أما ألمانيا فقد أنشئت فيها الجمعية اليهودية الألمانية في 1872م، وفي أمريكا أنشئت الجالية اليهودية في 1906م، كما أنشئت جمعيات واتحادات وهيئات يهودية أخرى في بلاد العالم كلها للنظر في الشئون اليهودية في خاصة طقوسهم ومعابدهم ومدارسهم ومنشآتهم الفنية وأحيائهم، مثل: الجمعية الاستعمارية اليهودية التي أنشأها البارون هيرش في الأرجنتين.
أما الحركة التي نهض بعبئها تيودور هيرزيل في 1895م فكانت ثمرة الحركة الأولى؛ حركة مناهضة السامية، وكان الغرض الذي يرمي إليه هذا الداعي إنشاء دولة يهودية في فلسطين، ولكن أكثر اليهود لم يستجيبوا إلى هذه الدعوة، فلبث أنصارها قلة منهم مؤثرين أن يظلوا منتشرين بين الشعوب المختلفة.
هذا؛ وقد كانت كل دولة تتخذ مع رعاياها اليهود من التشريعات والنظم ما يتفق ونوع الحكم ووجهته؛ ففي فرنسا رخص بإنشاء الحلف اليهودي في 1860م، وفي إنجلتر بالجمعية الإنجليزية اليهودية في 1871م.
صفحة غير معروفة