صدق من قال: إن الولد سر أبيه، وأجل الملوك مهما قصر، فهو طويل على أولياء العهد.
الكرونبرنس (واقف ووجهه جهة الحكيم فرآه يتمتم، ولا يسمع ما يقول، وخشي أن يكون يريد أن يتكلم ليؤثر على والده بنصائحه فيتقدم منه سائلا) :
ماذا تقول أيها الحكيم؟ كأني أسمعك تتكلم.
الحكيم :
إني أصلي عسى أن يلهمكما الله إلى الخير، ويمنعكما عن الشر.
غيليوم (في نفسه، وابنه ملته مع الحكيم) :
ما أشد قحة هذا الولد العقوق! نعم، نعم، يجب أن أسارع، لا لئلا يدهمني القضاء، بل لئلا يخطر ببال هذا المجنون (ويشير إلى ابنه) .
أن يفسد علي الأمر، ويسلبني هذا الفخر الذي أحلم به من قبل ولاية والدي القصيرة، والذي لأجله أقصيت عني بسمارك؛ حتى لا يكون لي فيه شريك أو شبه شريك، هذا الفخر الذي صرفت أكثر من ربع قرن وأنا أتأهب، وأعد له العدة، وكأن هذا الولد الطائش يتودد إلى الجند ليكسب ثقته، وكأنه واثق منه اليوم حتى خاطبني بهذه اللهجة، نعم، يجب أن أسرع، ولا أدع الفرصة له، على أن الحكمة تقضي أن أخادعه ولا أغاضبه. (ثم يلتفت ويخاطب ابنه) : لا أخفي عليك - يا ولدي العزيز، وولي عهد ألمانيا المعظم - أني كنت أفكر في الأمر حين دخولك علي، وكنت عازما على استدعائك واستدعاء قواد جيوشي ووزراء مملكتي؛ لأشاوركم أولا، وأسألكم عن مبلغ استعداد الجند، ولا سيما عن استعداد الأمة، وكيف يكون وقع شهر الحرب عندها؛ لأني - وإن كنت كما تدري صاحب القول الفصل، الذي لا مرد له، وكنت على يقين من أن حلفائي في السماء ينصرونني كما نصروا آبائي من قبلي - لكني مع ذلك أود أن أجعل للأمة شأنا معي ولو صورة؛ حتى لا يكون لها سبيل للشكوى، ولا سيما في هذا العصر الذي علت فيه «ضوضاء» الاشتراكيين ، ولا أقول «كلمتهم»، وإن يكن اعتقادي بزعمائهم كاعتقادي بسائر رجال مملكتي، فجميعهم رهن ابتسامة أو تقطيبة في وجههم مني. (ولكي يكسر من حدة ابنه يتقدم منه باسما، ويربت له على ظهره براحة يده.)
على أني أطمئنك أنك قبل الشتاء ستكون كما تشتهي مقيما في قصر التويلري، وهذه كانت إرادتي من قبل أن تفاتحني بعد انتصارنا على الفرنساويين ودخولنا باريس.
الكرونبرنس (طروبا) :
صفحة غير معروفة